احتضن دير الشايب في محافظة الأقصر مساء أمس وصباح اليوم احتفالات دينية وروحانية مميزة بمناسبة عيد استشهاد القديس العظيم الأنبا موسى القوي، الذي يُعتبر من أبرز القديسين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ورمزًا للتوبة والقوة الروحية.

من نفس التصنيف: صرف 100 ألف جنيه لكل أسرة متوفى بحادث المنوفية في إطار التضامن
ترأس الاحتفالات نيافة الأنبا إقلاديوس، أسقف دير الشايب ورئيسه، بحضور كبير من مجمع رهبان الدير وعدد من كهنة إيبارشيتي أسوان والأقصر، كما شهدت المناسبة مشاركة ملحوظة لشباب بيت الخلوة المقيمين بالدير، مما أضفى أجواء روحانية مليئة بالخشوع والمحبة.
ممكن يعجبك: عامل يتعرض لإصابات بطلقات نارية خلال مشاجرة بين عائلتين في قرية نجع سعيد بقنا
عشية العيد: مراسم تطييب الرفات في كنيسة التوبة
بدأت الاحتفالات مساء أمس بصلاة رفع البخور في كنيسة التوبة التاريخية بالدير، وهي كنيسة تتمتع بقدسية خاصة، مكرسة على اسم القديس الأنبا موسى القوي والقديس أغسطينوس، وخلال هذه الصلاة، أجرى نيافة الأنبا إقلاديوس مراسيم تطييب رفات القديسين، وهو تقليد كنسي قديم يعبر عن التبجيل والتبرك بقداسة أجسادهم، وشارك في هذه اللحظة الروحية عدد من آباء مجمع رهبان الدير وكهنة من إيبارشية أسوان، بالإضافة إلى شباب بيت الخلوة، في مشهد يجسد الوحدة والروحانية العميقة التي تجمع أبناء الكنيسة.
قداس العيد: تدشين أيقونات جديدة وتعزيز الفن القبطي
في صباح اليوم التالي، ترأس نيافة الأنبا إقلاديوس القداس الإلهي الذي أقيم بدير الشايب، حيث شهد الحدث تدشين أيقونتين جديدتين للقديس الأنبا موسى القوي والقديس أغسطينوس، هذه الأيقونات جاءت كإضافة فنية تعبر عن التقدير الروحي لهؤلاء القديسين وتعكس عراقة الفن القبطي وأصالته التي تزخر بها الكنيسة القبطية.
شارك في القداس رهبان الدير، وأبناء الكنيسة من إيبارشية الأقصر، إلى جانب شباب بيت الخلوة الذين حرصوا على التواجد والمشاركة الفاعلة، مستمدين البركة والقوة الروحية من هذه المناسبة المميزة.
الأنبا موسى القوي: رمز التوبة والقوة الروحية
يتمتع القديس الأنبا موسى القوي بمكانة عظيمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تمثل سيرته قصة تحول جذري من حياة العنف والقطاع إلى حياة القداسة والتوبة، وصولًا إلى استشهاده في سبيل إيمانه، ويعتبر مثالًا حيًا على قدرة الله في تجديد الإنسان وتحريره من الخطايا، كما يشكل نموذجًا روحيًا يلهم المؤمنين للسير في درب التوبة والنمو الروحي.
دور الأديرة في تعزيز الحياة الروحية
تعكس هذه الاحتفالات في دير الشايب الدور الأساسي الذي تلعبه الأديرة كحاضنات للحياة الرهبانية ومراكز لنشر التعليم الروحي والحفاظ على التقاليد الكنسية الأصيلة، وتعمل هذه المناسبات على تغذية الروح وتعزيز الإيمان لدى آلاف الأقباط، مما يساهم في الحفاظ على التراث الروحي والكنسي العميق في مصر.