شهدت كنيسة السيدة العذراء بمطرانية حلوان ليلة روحانية مميزة، حيث اجتمع الآلاف من أبناء إيبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها في “تسبحة نصف الليل الشهرية”، وترأس الصلاة الأنبا ميخائيل، أسقف الإيبارشية، وسط حضور كبير من مجمع الكهنة والمرتلين والخدام والشعب.

من نفس التصنيف: شريف فاروق وزير التموين ينعى اللواء علي مصيلحي الوزير السابق
“لأني أنا ساهر على كلمتي لأجريها”: وعد إلهى يطمئن القلوب
وخلال التسبحة، قدم الأنبا ميخائيل تأملًا روحيًا عميقًا حول آية من سفر إرميا النبي: “لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا” (إرميا 1: 12)، حيث ركز نيافته في عظته على جوهر هذه الآية، مؤكدًا أن وعود الله صادقة وثابتة لا تتغير، وأن الله القدير ساهر بعنايته الإلهية على حياة أولاده، يحفظهم ويرعاهم ويدبر أمورهم، وقد لاقت العظة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين استقبلوا كلمات نيافته بطمأنينة وإيمان
استمرارية التدريبات الروحية: الشكر والتجديد
تأتي هذه التسبحة والتأمل الروحي ضمن سلسلة من التدريبات الروحية الشهرية التي يحرص نيافة الأنبا ميخائيل على تقديمها لشعب الإيبارشية، وكانت التدريبات خلال الأشهر السابقة قد ركزت على مفاهيم أساسية في الحياة المسيحية، وهي:
“اشْكُرُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ” (مزمور 118: 29): تدريب يعمق روح الشكر والامتنان لله على صلاحه ورحمته اللامتناهية
“هأَنَذَا صَانِعٌ أَمْرًا جَدِيدًا…” (إشعياء 43: 19): تدريب يبث الأمل والتفاؤل في قلوب المؤمنين، مؤكدًا قدرة الله على صنع المستحيلات وتجديد الحياة
أهمية التسبحة الشهرية لإيبارشية حلوان
وتعتبر التسبحة الشهرية من الطقوس الروحية الهامة التي تجمع شعب إيبارشية حلوان بشكل دوري، وتعزز من وحدتهم الروحية وانتمائهم للكنيسة، كما توفر فرصة لنيافة الأسقف للتواصل المباشر مع أبنائه وتقديم الإرشاد الروحي لهم، مما يسهم في النمو الروحي للمؤمنين وترسيخ الإيمان في قلوبهم، ويبرز هذا الحدث الدور المحوري لكنيسة السيدة العذراء (المطرانية) كمركز روحي للإيبارشية بأكملها.
والتسبحة الشهرية هي تقليد روحي كنسي تُقام فيه تسبحة نصف الليل بشكل خاص ومجمع، غالبًا ما يكون على مستوى الإيبارشية (المطرانية) أو الكنيسة الكبرى، في موعد ثابت من كل شهر، وهي ليست بدعة جديدة، بل هي إحياء لممارسة قديمة أو تنظيم لها بشكل دوري ومنتظم.
مكونات تسبحة نصف الليل (التي تُقام شهريًا):
تسبحة نصف الليل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي صلاة ليلية طويلة وغنية، تتكون من عدة أجزاء رئيسية:
صلاة الشكر: بداية كل صلاة قبطية
المزامير: قراءة أعداد كبيرة من المزامير بتوزيع معين على ثلاث “خدمات” أو “هوسات”
الهوسات: وهي تراتيل طويلة ومجزأة مأخوذة من الكتاب المقدس (مثل تسبحة موسى، وتسبحة الثلاثة فتية القديسين)، تُرتل بألحان خاصة
الإبصلمودية: قطع تمجيد وتسابيح قصيرة تُرتل بعد كل هوس
الخولاجي المقدس: يحتوي على أجزاء من صلوات الكهنة
التذاكيات: تذكارات لأسماء القديسين والشهداء، تُطلب شفاعتهم
تسبحة الملائكة (بصلاة “قدوس قدوس قدوس”): جزء هام يعكس المشاركة مع الملائكة في التسبيح
قانون الإيمان: إعلان الإيمان المسيحي
شوف كمان: أفضل 10 أسواق في القاهرة 2025 لشراء احتياجاتك بأسعار منخفضة
صلاة “يا رب ارحم” (كيرياليسون): تُكرر عددًا كبيرًا من المرات
الختام: صلوات ختامية وبركة