وزيرة البيئة تحضر احتفالية أبطال المناخ في جامعة هليوبوليس لتكريم المزارعين

أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية لدمج القطاع الزراعي مع مفهوم تغير المناخ، وكيف أن اتباع الممارسات البيئية السليمة يمكن أن يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، حيث أوضحت أن جامعة هليوبوليس بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية وشركة سيكم قد بدأوا هذا التوجه منذ حوالي 30 عامًا من خلال استخدام المواد الطبيعية بدلاً من المبيدات الضارة، واستمر هذا المسار عبر ربط شهادات الكربون بقطاع الزراعة.

وزيرة البيئة تحضر احتفالية أبطال المناخ في جامعة هليوبوليس لتكريم المزارعين
وزيرة البيئة تحضر احتفالية أبطال المناخ في جامعة هليوبوليس لتكريم المزارعين

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد في احتفالية أبطال المناخ من المزارعين المصريين، ضمن منتدى تأثير اقتصاد المحبة على التنمية المجتمعية في مصر، الذي نظمته جامعة هليوبوليس بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية وشركة سيكم القابضة، حيث تم تكريم الشركاء أبطال المناخ من المزارعين من محافظات دمياط، المنيا، قنا، الأقصر، وأسوان، بحضور الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والمهندس عمرو لاشين نائب محافظ أسوان، والدكتور محمد أبوزيد نائب محافظ المنيا، والأستاذ حلمي أبو العيش، رئيس مجلس إدارة مجموعة سيكم القابضة، ورائد الزراعة العضوية في مصر ومؤسس مبادرة اقتصاد المحبة، بالإضافة إلى مجموعة من الشخصيات البارزة في مجالات الزراعة والتنمية المستدامة والسادة وكلاء الزراعة والبيئة بالمحافظات، وعدد من المزارعين من مختلف أنحاء مصر.

وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد رسالة إلى فلاحى مصر، مفادها أنه كلما كان تعاملنا مع الأرض صديقًا للبيئة، كلما ساهمنا في الحفاظ على صحتنا وصحة أبنائنا والأجيال القادمة، كما أن ذلك سيزيد من الإنتاجية دون الإضرار بالبيئة، وأشارت إلى الجهود التي بذلتها الدولة لاستغلال قش الأرز، سواء من خلال تحويله إلى أسمدة ومبيدات، أو بتصديره للخارج.

أكدت وزيرة البيئة أن الدولة المصرية تسعى جاهدة للاستفادة من نتائج مؤتمر المناخ بعد انتهائه، وأن يحدث تغيير فعلي في السلوكيات، وأن يكون لدى المزارعين وعي كامل بشهادات الكربون وآليات استخدامها.

وأوضحت وزيرة البيئة أنه تم طرح شهادات الكربون بشكل طوعي، مع العمل على آليات التوعية بها، مما أدى إلى إطلاق أول سوق طوعي للكربون في مصر، حيث تم التفكير في ربط هذا السوق بالقطاع الزراعي، خاصة مع التحول المتوقع لعدد من المزارعين من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الحيوية، بالإضافة إلى تسويق المنتجات الحيوية الناتجة عن هذا التحول.

تابعت وزيرة البيئة، أنه بناءً على ذلك، جاءت فكرة شهادات الكربون كأداة تحفيزية لدعم هذا التحول، مشيرة إلى أنه تم توسيع تطبيقها لتشمل مجالات أخرى مثل الإسكان والطاقة الجديدة والمتجددة، وتعد هذه المبادرة جزءًا من السعي لتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية وضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية.

أعربت وزيرة البيئة عن أملها في الوصول بحلول عام 2030 إلى 50 مليون مزارع يطبقون الزراعة الحيوية ويحصلون على شهادات الكربون، مؤكدة أن السيدات المزارعات هن شريكات أساسيات، نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه النساء في الزراعة، وتحملهن لمسؤوليات كبيرة تجاه المخاطر الناجمة عنها، مثل ارتفاع درجات الحرارة، معبرة عن سعادتها بمشاركة مزارعي مصر من مختلف المحافظات في هذا الحدث واهتمامهم بتطبيق مفاهيم الزراعة الحيوية، مع التأكيد على استمرار تقديم الدعم والمساعدة فيما يتعلق بشهادات الكربون.

من جانبه، رحب الأستاذ حلمي أبو العيش، مؤسس مبادرة “اقتصاد المحبة”، بجميع المشاركين والجهود المبذولة في دعم الزراعة الحيوية، وخاصة أبطال المناخ من ممثلي مزارعي مصر من محافظات أسوان، قنا، المنيا، دمياط، والأقصر، مؤكدًا أن هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون في مجال الزراعة الحيوية، مقدمًا الشكر للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، ولكافة المسؤولين الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز.

أوضح أبو العيش أنه بدأ التفكير في إبراز دور الزراعة في مواجهة تغير المناخ مع التحضير لمؤتمر المناخ cop27، وإمكانية تمكين المزارعين من المساهمة الفعلية في تقليل آثاره، مشيرًا إلى أن الهدف كان دعمهم للتحول إلى الزراعة الحيوية، وأضاف أنه خلال فترة المؤتمر، تم التعاون مع عدد كبير من المزارعين لمساعدتهم في التحول كتجربة على 2000 مزارع وعرضها خلال المؤتمر، مما ساهم في تحسين دخولهم وفتح آفاق جديدة أمامهم لتسويق منتجاتهم بأسعار تنافسية.

كما ثمّن أبو العيش الجهود التي قادتها وزيرة البيئة منذ عام 2022 وحتى الآن، سواء من خلال إصدار قوانين السوق الطوعي للكربون أو تنظيمه بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية، أو تدشين منصة لتداول الكربون داخل البورصة المصرية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات ساعدت في ترسيخ الفكرة على المستويين المحلي والدولي، مؤكدًا أن الدعم والاهتمام المحلي والدولي والتكامل بين الجهات المعنية أدى إلى وصول عدد المزارعين الحيويين في مصر إلى أكثر من 30 ألف مزارع، ينتشرون في محافظات أسوان، قنا، دمياط وغيرها، مما جعل من مصر نموذجًا رائدًا على مستوى القارة الإفريقية والمنطقة في استخدام الزراعة لمواجهة التغيرات المناخية.

وفي ختام فعاليات المنتدى، قامت الدكتورة ياسمين فؤاد بتسليم حوافز شهادات الكربون للمزارعين أبطال المناخ من المحافظات المختلفة الذين أظهروا التزامًا حقيقيًا للتحول إلى الزراعة الحيوية والمساهمة في حماية التنوع البيولوجي والمناخ.