في قلب السياسة الاقتصادية خلال السبعينيات والثمانينيات، ظهر ممدوح محمد فتحي عباس كموظف شاب تحت مظلة الدولة، لينطلق بثقة إلى عالم الأعمال، ويؤسس واحدة من أكبر الإمبراطوريات الاستثمارية في مصر.

اقرأ كمان: أسعار الذهب ترتفع محليًا وعالميًا وعيار 21 يصل إلى 4700 جنيه
لم تقتصر إنجازاته على الجانب الاقتصادي، بل شملت أيضًا الملاعب، حيث ارتبط اسمه بنادي الزمالك، الذي تولى رئاسته في فترات متقطعة، وسط جدل دائم واهتمام واسع.
بداية من القاعدة
وُلد ممدوح عباس عام 1946، وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1967، بدأ مسيرته المهنية في شركة النصر للتصدير والاستيراد، وهو منصب حكومي في ذلك الوقت، قبل أن يؤسس أولى شركاته الخاصة في بداية الثمانينيات، متجهًا إلى عالم التجارة الحرة بجرأة محسوبة.
إمبراطورية أعمال متنوعة
يمتلك عباس مجموعة من الشركات القابضة والاستثمارية التي تشمل مجالات متنوعة مثل النفط والغاز، والصناعات الدوائية، والخدمات اللوجستية، والعقارات والطاقة، ومن أبرز شركاته:
- Intro Group: مجموعة استثمارية ضخمة تضم أنشطة في الطاقة المتجددة والنفط والغاز والمقاولات
- شركة أديس للبترول (ADES): واحدة من كبرى شركات التنقيب وخدمات الآبار في الشرق الأوسط
- راميدا للأدوية: إحدى أبرز شركات التصنيع الدوائي، مدرجة في البورصة المصرية
- شراكات في Compass Capital وTBS Holding، بجانب علاقات مؤسسية في قطاعات التكنولوجيا والتعليم
ثروة بالمليارات
تتباين التقديرات حول حجم ثروته، ففي حين أشار خصومه السياسيون والرياضيون مثل مرتضى منصور إلى أن ثروته قد تتجاوز 13 مليار جنيه مصري، تشير التقديرات الأكثر تحفظًا إلى أن صافي ثروته لا يقل عن نصف مليار دولار، مدعومًا بمحافظ استثمارية محلية وإقليمية واسعة، مما يظهر قوته المالية في تمويل الأندية والشركات والمشروعات التنموية المستقلة.
وجه رياضي مثير للجدل
ارتبط اسم ممدوح عباس بنادي الزمالك في محطات متعددة، كان أبرزها خلال رئاسته للنادي بين عامي 2006 و2013، عبر ثلاث ولايات غير متصلة، شهدت صراعات إدارية وقانونية مع رموز النادي الآخرين، وعلى رأسهم مرتضى منصور.
رغم الأزمات، تمكن الفريق من تحقيق كأس مصر موسم 2007/2008، بينما اتهمه معارضوه بإغراق النادي في الديون، وهو ما نفاه لاحقًا بأوراق رسمية.
نشاطه المجتمعي
لا يقتصر دور عباس على الأبعاد الاقتصادية والرياضية، بل يُعتبر من المؤسسين البارزين لمؤسسة كيميت – بطرس غالي للسلام والمعرفة، التي يترأس مجلس أمنائها منذ عام 2018، ويشارك أيضًا في مبادرات ثقافية وتنموية غير معلنة، تعكس فلسفته في “رد الجميل” للمجتمع.
ممكن يعجبك: أسعار الفاكهة في سوق العبور اليوم الأحد 15 يونيو مع تباينات وانخفاضات واضحة
بين النجاح والخصومة
ممدوح عباس شخصية لا يمكن تصنيفها بسهولة؛ رجل أعمال صارم، إداري متطلب، ورياضي له أسلوبه الفريد، يحبه البعض لما يتسم به من انضباط ودقة، بينما يهاجمه آخرون بسبب ارتباطه بالخلافات المستمرة في نادي الزمالك.
ورغم الضجيج، يظل الرجل علامة بارزة في المشهد الاستثماري والرياضي المصري على مدى العقود الثلاثة الأخيرة.