أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسمًا كاريكاتيريًا نشرته مجلة تركية ساخرة، حيث ظهر فيه النبيان محمد وموسى، واصفًا إياه بـ”الاستفزاز الحقير” .
اقرأ كمان: “كيف أنشأت كندا حصنًا اقتصاديًا داخليًا قويًا رغم عزلتها عن ترامب؟”
الرئيس التركي أردوغان .
وأكد أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أن السلطات التركية ستتابع الأمر عن كثب وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يسيئون إلى القيم الدينية، مشددًا على أنه لن يُسمح لأي شخص بالنيل من قيمنا المقدسة مهما كان الأمر، وأكد أن كل من يظهر عدم الاحترام لنبينا والأنبياء الآخرين سيحاسب أمام القانون.
الاتهامات الرسمية واعتقالات الرسامين
في سياق متصل، وصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جيليك الرسم الكاريكاتيري المنشور في مجلة “ليمان” بأنه “جريمة ازدراء معادية للإسلام” .
وجاء هذا التصريح بعد اعتقال السلطات التركية أربعة من رسامي الكاريكاتير المتورطين في الرسم الذي يُظهر النبيين يتصافحان في السماء، وسط مشهد لصواريخ تحلق في الخلفية وكأنها مشهد حربي.
احتجاجات عنيفة وصدامات في إسطنبول
كما شهدت مدينة إسطنبول مساء الاثنين اندلاع صدامات عنيفة بين متظاهرين احتجوا على الرسم الكاريكاتيري واعتبروه مسيئًا للنبي محمد، وبين قوات الشرطة التي حاولت تفريق المحتجين باستخدام الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع .
وكانت المواجهات قد بدأت بعد إصدار المدعي العام في إسطنبول أوامر باعتقال محرري مجلة “ليمان” بتهمة الإساءة الصريحة إلى القيم الدينية، وهو اتهام نفته المجلة بشدة .
وتجمع حوالي 250 إلى 300 محتج بالقرب من مقر المجلة، حيث هاجموا حانة يرتادها الموظفون، مما أدى إلى تصاعد التوتر واشتداد المواجهات مع الشرطة .
إدانة رسم الكاريكاتير من مسؤولين أتراك كبار
كما نشر وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا على موقع “إكس” مقطع فيديو يُظهر اعتقال رسام الكاريكاتير دوجان بيليفان، الذي تم سحبه مكبل الأيدي من أمام مبنى، ووصف يرلي قايا الرسم بأنه محاولة “زرع الفتنة” وشنّ هجومًا على من يقفون خلفه، معلنًا عن محاسبة المسؤولين قانونيًا .
كما أعلن وزير العدل يلماز تونج عن فتح تحقيق بموجب المادة 216 من قانون العقوبات التركي الخاصة بالتحريض على الكراهية والعداوة، مع صدور أوامر اعتقال لستة أشخاص في القضية .
موقف مجلة “ليمان”
كما ردت مجلة “ليمان” في بيان رسمي عبر منصتها على “إكس”، مقدمة اعتذارًا لمن شعر بالإساءة، ومؤكدة أن الكاريكاتير قد أُسيء فهمه، وأن الرسام كان يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة رجل مسلم قتل في هجمات إسرائيلية، وليس للإساءة إلى النبي محمد أو الإسلام .
مواضيع مشابهة: نائب الرئيس الإيراني يؤكد توحد المعارضة مع النظام لمواجهة العدو الإسرائيلي
وذكرت المجلة أن “اسم محمد هو من بين أكثر الأسماء تكريمًا لدى المسلمين، وأن الرسم لا يصور النبي نفسه، ولا يهدف للسخرية من القيم الدينية”
كما اتهمت “ليمان” بعض التفسيرات بأنها “خبيثة ومتعمدة”، وحثت السلطات القضائية على اتخاذ موقف يحمي حرية التعبير، وطلبت من قوات الأمن توفير الحماية لمجلات مثلها .
تأتي هذه الأزمة وسط حساسيات دينية وسياسية متزايدة في تركيا، حيث تمثل المواضيع المتعلقة بالرموز الدينية خطًا أحمر في المجال العام، ويعتبر الإساءة إلى هذه الرموز جريمة يعاقب عليها القانون بشدة .
وتمثل الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة عن الدين موضوعًا مثيرًا للجدل، وتكررت في السابق حالات اعتقال وفصل ضد فنانين وصحفيين أبدوا آراء نقدية أو ساخرة من المواضيع الدينية أو السياسية، ما يزيد من توتر المشهد الإعلامي والاجتماعي في البلاد.