خلف الكواليس في غزة: هل يمكن إعادة تشكيل سلطة مدنية فلسطينية؟

كشف مسؤول عربي مطلع، في تصريحات لقناة “i24 NEWS”، صباح اليوم الأربعاء، عن تطورات مهمة تجري خلف الكواليس بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار المؤقت في قطاع غزة، وذلك في إطار المقترح المصري-القطري الذي يتم تداوله حاليًا بين الأطراف المعنية.

خلف الكواليس في غزة: هل يمكن إعادة تشكيل سلطة مدنية فلسطينية؟
خلف الكواليس في غزة: هل يمكن إعادة تشكيل سلطة مدنية فلسطينية؟

وأكد المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن العقبة الأساسية التي تعيق التوصل إلى اتفاق تتمثل في إصرار إسرائيل على شرط نزع سلاح حركة حماس وإبعاد قياداتها البارزين، وهو مطلب تواجهه الحركة برفض قاطع.

وأوضح المسؤول أن المقترح الحالي يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وقد يشكل فرصة لتعزيز المحادثات الإقليمية، وربما يمهد لتوسيع اتفاقيات إبراهيم عبر إشراك دول عربية إضافية في مسار التطبيع مع إسرائيل، في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة للسلام في المنطقة.

تشكيل سلطة مدنية فلسطينية

وأشار إلى وجود توجه داخل بعض قيادات “الجناح القطري” في حماس يدعم فكرة إعادة تشكيل سلطة مدنية فلسطينية مقبولة داخل غزة، والعمل على تحويل الحركة إلى حزب سياسي فلسطيني يتعاون ضمن منظمة التحرير أو إطار سياسي آخر، وهذا التوجه قد يساعد في تجاوز المطالب الإسرائيلية الصعبة المتعلقة بنزع السلاح.

وأكد المسؤول أن نجاح هذا السيناريو يتطلب توافقًا إقليميًا ودوليًا شاملاً، يوازن بين مصالح الأطراف المختلفة، لكنه شدد على أن الطريق لا يزال محفوفًا بالتحديات، خاصة مع وجود رفض حاد من حماس لمطالب إسرائيل بشأن القيادات العسكرية والأسلحة.

مشاورات دورية بين حماس والسلطة الفلسطينية بشأن تسوية سياسية محتملة

من جهة أخرى، ذكر أن القيادي في حماس خليل الحية كان قد أعلن استعداد الحركة لقبول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 مقابل هدنة لمدة عشر سنوات، دون الاعتراف بإسرائيل.

وأكد أن هناك مشاورات دورية بين حماس والسلطة الفلسطينية بشأن تسوية سياسية محتملة، وأن رسائل سعودية وصلت مؤخرًا إلى رام الله تؤيد فكرة نزع سلاح حماس وإقامة سلطة فلسطينية موحدة في غزة.

ورغم أن بعض قادة حماس أعربوا مؤخرًا عن رغبتهم في التحرك نحو إقامة دولة فلسطينية، إلا أن الهوة بين التصريحات والواقع الميداني لا تزال كبيرة، بحسب المسؤول.

وفيما تتكتم حماس حتى الآن على تفاصيل المقترح المصري-القطري، تشير القناة العبرية إلى وجود خلافات داخلية في صفوف الحركة بين قيادتها في غزة والخارج.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في وقت مبكر من صباح الأربعاء أن إسرائيل وافقت على “الشروط المطلوبة” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، معربًا عن أمله في أن تحذو حماس حذوها.