في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية توقيع اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، أكد مصدر رسمي سوري أن هذا الأمر لا يزال بعيد المنال ولا يمكن مناقشته إلا بشروط محددة، يأتي هذا التصريح بعد تقارير أمريكية وإسرائيلية تحدثت عن مناقشات أولية بين الطرفين.

مقال مقترح: إسرائيل تطلق حربًا نفسية ضد سكان غزة لتقويض دعم حماس عبر منشورات السماء
ونقلت وسائل الإعلام السورية الرسمية عن مصدر حكومي لم يُذكر اسمه، مساء الأربعاء، أن الحديث عن اتفاقيات سلام جديدة مع إسرائيل “سابق لأوانه”، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل باتفاق فك الاشتباك لعام 1974، الذي يتضمن انسحابها من المناطق التي توغلت فيها سابقًا، وفقًا للمصدر، لن تكون هناك مفاوضات جادة إلا بعد تنفيذ هذه الخطوات.
ممكن يعجبك: “عام كلاوي” – البيان الرسمي الأول لجيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن الهجوم على إيران
تقارير أمريكية وإسرائيلية عن مناقشات أولية
وفي المقابل، كشف موقع “أكسيوس” أن إدارة الرئيس ترامب أجرت “مناقشات أولية” مع كل من إسرائيل وسوريا بشأن اتفاق أمني محتمل، يهدف إلى تقليل التوترات على الحدود بين البلدين، وأوضح المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن هذا الاتفاق لا يشمل التطبيع الكامل للعلاقات بين سوريا وإسرائيل في هذه المرحلة.
وذكر المسؤولون أن المحادثات تسعى لوضع أساس دبلوماسي مستقبلي، يركز على تحديث الترتيبات الأمنية وحفظ الاستقرار في المناطق الحدودية المضطربة.
دبلوماسية تدريجية لبناء الثقة
وتشير تقارير “أكسيوس” إلى أن الولايات المتحدة تفضل اتباع مسار تدريجي يهدف إلى بناء الثقة بين إسرائيل وسوريا بشكل تدريجي، مع تجنب الخطوات المتسرعة التي قد تؤدي إلى توتر أو تصعيد مجدد.
ووصفت هذه الخطوة المحتملة بأنها “إنجاز دبلوماسي كبير” في ظل سنوات طويلة من العداء والتوتر بين الطرفين.
وتُعد العلاقات بين سوريا وإسرائيل من أكثر العلاقات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تخللتها صراعات عسكرية وحروب عديدة منذ تأسيس إسرائيل عام 1948.
كما أن اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، التي وُقعت بعد حرب أكتوبر 1973، كانت من آخر الاتفاقيات التي حاولت تهدئة النزاع بين الجانبين، لكن المناطق الحدودية ما زالت تشهد توترات واحتكاكات.
وفي ظل استمرار الصراع السوري الداخلي والأوضاع الإقليمية المتقلبة، تظل مسألة السلام بين سوريا وإسرائيل رهينة للعديد من المتغيرات السياسية والعسكرية.
مستقبل العلاقات بين البلدين
رغم المحادثات الأولية التي جرت في ظل إدارة ترامب، تبقى العوائق أمام السلام بين سوريا وإسرائيل كبيرة، فالسوريون يشترطون تنفيذ إسرائيل لاتفاق فك الاشتباك والانسحاب من الأراضي المحتلة قبل الدخول في أي مفاوضات، بينما يبدو أن الجانب الإسرائيلي والأمريكي يرغبان في بدء عملية تدريجية لبناء الثقة الأمنية.