يُشعل نجم كرة القدم الويلزية المعتزل، الأجواء في مسقط رأسه كارديف، بتقديمه عرضًا رسميًا جريئًا للاستحواذ على نادي كارديف سيتي.

ممكن يعجبك: أيمن أشرف يكشف: كولر لا يحب النجوم وهذا سبب رحيلي عن الأهلي
يترأس بيل تحالفًا استثماريًا ضخمًا، يُقدر بـ 40 مليون جنيه إسترليني، بهدف شراء النادي الذي يعاني منذ هبوطه من الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ موسم 2002-2003.
هذا التحرك يأتي بعد عامين فقط من إعلان بيل اعتزاله كرة القدم في عام 2023، ليظهر رغبة جادة في إحداث نقلة نوعية في مستقبل النادي الذي طالما ارتبط به عاطفيًا.
حلم يتحقق: بيل يقود تحالفًا أمريكيًا لإنقاذ كارديف
كشفت صحيفة “جارديان” البريطانية تفاصيل هذا العرض الضخم، مؤكدة أن بيل يعتبر هذا المشروع “حلماً تحقق” بالنسبة له.
النجم الويلزي لا يخفي تفاؤله بأن العرض، المدعوم بقوة من مستثمرين أمريكيين، سيحظى بقبول المالك الحالي للنادي، الملياردير الماليزي فينسنت تان.
يُذكر أن تان قد أنفق أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني على النادي منذ شرائه في عام 2010، مما يجعل بيعه تحديًا كبيرًا، خاصة وأن قيمته تجاوزت بكثير العرض الأولي المقدم.
ورغم أن فينسنت تان كان قد رفض عرضًا من مجموعة بيل الشهر الماضي، إلا أن التحالف الاستثماري لا يزال متمسكًا بمساعيه، بل إن المجموعة أبدت استعدادها لرفع قيمة العرض إلى ما يقارب 45 مليون يورو، في محاولة لإغراء المالك الحالي بالتخلي عن النادي.
تتواصل المفاوضات بحذر، وينتظر تحالف بيل ردًا رسميًا من تان، في ظل تساؤلات مستمرة حول مدى استعداد الملياردير الماليزي لبيع النادي الذي استثمر فيه بسخاء لسنوات طويلة.
ارتباط عاطفي ورؤية مستقبلية
تصريحات جاريث بيل السابقة حول كارديف سيتي تُظهر مدى ارتباطه العاطفي العميق بالنادي وبمدينته، سبق له أن عبّر عن ذلك بقوله: “كارديف نادٍ عزيز على قلبي، أرغب بأن أكون جزءًا من نموه وعودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يستحق أن يكون
أعرف جيدًا مدى شغف جماهير كارديف، وأتطلع لأن نحقق شيئًا مميزًا معًا” هذه الكلمات ليست مجرد تصريحات، بل هي انعكاس لرغبة حقيقية في رد الجميل للنادي الذي شهد بداياته، وإعادته إلى الواجهة التي يعتقد أنه يستحقها.
بيل لا ينظر إلى الاستحواذ على كارديف سيتي كمجرد صفقة تجارية، بل كفرصة لإعادة إحياء النادي الذي يمتلك تاريخًا عريقًا وجماهيرية واسعة.
رؤيته تتجاوز مجرد الاستثمار المالي لتشمل تطوير البنية التحتية، تعزيز الأكاديمية، وبناء فريق قوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات، هذه الرؤية الشاملة قد تكون مفتاحًا لإقناع فينسنت تان بجدية المشروع.
تحديات وعقبات في طريق الصفقة
على الرغم من حماس بيل ورؤيته الطموحة، تواجه الصفقة بعض التحديات، فينسنت تان، المالك الحالي، كان قد جدّد مؤخرًا التزامه بخطة إعادة كارديف إلى مصاف الكبار، وعيَّن براين باري مورفي مديرًا فنيًا جديدًا، في محاولة لاستعادة التوازن الفني للفريق وتحقيق الصعود، هذا التوجه قد يشير إلى عدم رغبة تان في بيع النادي في الوقت الحالي، أو على الأقل، سعيه للحصول على أفضل عرض ممكن يعكس استثماراته السابقة والتزاماته المستقبلية.
كما أن القيمة المقترحة، حتى لو تم رفعها إلى 45 مليون يورو، قد لا تُرضي تطلعات مالك أنفق أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني على مدار 14 عامًا، قد يرى تان أن قيمة النادي أعلى من ذلك، خاصة مع الإمكانات المستقبلية في حال العودة للدوري الممتاز.
مستقبل كارديف سيتي: عودة الأسطورة من مقعد القيادة
مع استمرار تطور المفاوضات، يبقى السؤال الأهم: هل تتحقق عودة جاريث بيل إلى ناديه الأم، ولكن هذه المرة من موقع القيادة والإدارة؟ إن تحويل نجم كرة القدم إلى مالك نادٍ يُعد تحولًا مثيرًا للاهتمام، ويمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في مسيرة كارديف سيتي، بيل، بشخصيته القيادية وخبرته الكبيرة في عالم كرة القدم، يمكن أن يُلهم اللاعبين والجماهير على حد سواء، ويُقدم رؤية جديدة للنادي
إذا ما تم الاستحواذ، فسيكون بيل أمام تحدٍ كبير لإعادة كارديف سيتي إلى واجهة الكرة الإنجليزية، وهو ما يتطلب ليس فقط استثمارًا ماليًا كبيرًا، بل أيضًا خطة استراتيجية محكمة، وصبرًا، وعملاً دؤوبًا، لكن بالنسبة لجماهير كارديف، مجرد فكرة عودة أسطورتهم لقيادة النادي نحو مستقبل أفضل هي بحد ذاتها كافية لإشعال شعلة الأمل من جديد.