يواجه المدير الفني للنادي، خوسيه ريبيرو، تحديًا تكتيكيًا مثيرًا بعد أن عززت الإدارة الحمراء صفوف الفريق بضم المهاجم محمد شريف، لينضم إلى قائمة هجومية تضم بالفعل جيراردو زيلارايان (جراديشار)، الذي يقدم مستويات رائعة، والمهاجم المتألق وسام أبو علي، هذا التزايد في القوة الهجومية، الذي قد يراه البعض “نعمة”، يثير تساؤلات حول كيفية إدارة ريبيرو لهذا الكم من المواهب، وتحويله من “نعمة مربكة” إلى قوة دافعة حقيقية للفريق.

اقرأ كمان: أحمد ربيع يحلم بمنتخب مصر وقدوة صلاح ومرموش في الاحتراف
سيناريوهات تكتيكية متعددة
يمتلك ريبيرو الآن ثلاثة مهاجمين بقدرات متنوعة، مما يفتح أمامه أبوابًا لعدة سيناريوهات تكتيكية:
المداورة والتناوب: قد يكون الحل الأكثر وضوحًا هو سياسة المداورة بين المهاجمين، فمع خوض الأهلي لمباريات متعددة على جبهات مختلفة (الدوري المحلي، دوري أبطال أفريقيا، وغيرها)، فإن إراحة اللاعبين وتوزيع الدقائق سيساعد في الحفاظ على لياقتهم البدنية وتجنب الإرهاق والإصابات، هذا السيناريو يضمن جاهزية جميع المهاجمين ويحافظ على روح المنافسة الصحية بينهم
ممكن يعجبك: الاتحاد السكندري يقدم شكوى ضد مجدي عبد العاطي بسبب إنهاء التعاقد المفاجئ
تغيير الرسم التكتيكي: لطالما اعتمد ريبيرو على خطط معينة تعتمد على مهاجم وحيد أو مهاجمين اثنين، ومع وجود ثلاث قوى هجومية مؤثرة، قد يفكر في تعديل الرسم التكتيكي ليناسب وجود أكثر من مهاجم في التشكيل حال الاحتياج لوجود ضغط هجومي، على سبيل المثال، قد يلجأ إلى خطة 4-3-3 بوجود مهاجم صريح وجناحين هجوميين، أو حتى 3-5-2 حيث يمكن لـ “جراديشار” أن يلعب دور المهاجم الوهمي خلف رأسي حربة مثل وسام ومحمد شريف
المنافسة على المركز: يمكن أن تدفع هذه المنافسة الشرسة كل لاعب لتقديم أفضل ما لديه لضمان مكانه في التشكيلة الأساسية، هذه “المنافسة الإيجابية” يمكن أن ترفع من مستوى الأداء العام للفريق وتزيد من الفاعلية الهجومية، ومع ذلك، يجب على ريبيرو إدارة هذه المنافسة بحكمة لتجنب أي توترات داخلية قد تؤثر سلبًا على الانسجام الجماعي
تحديات “النعمة المُربكة”
بقدر ما تبدو هذه الوفرة نعمة، إلا أنها تحمل تحدياتها الخاصة، رضا اللاعبين: يخشى البعض من عدم رضا اللاعبين الذين قد يجدون أنفسهم على مقاعد البدلاء لفترات طويلة، فكل من شريف، جراديشار، وأبو علي اعتاد على أن يكون الخيار الأول في أنديته السابقة، أو حتى في الأهلي نفسه في مواسم سابقة، لذا على ريبيرو أن يكون شفافًا في تواصله معهم، وأن يوضح الأدوار والخطط لكل لاعب
الحفاظ على الانسجام: يتطلب وجود أكثر من مهاجم بنفس المستوى من المدير الفني قدرة عالية على الحفاظ على الانسجام والتفاهم بين الخطوط، فالتغييرات المتكررة في الخط الهجومي قد تؤثر على الكيمياء بين اللاعبين، وتتطلب وقتًا للتكيف
الخيارات التكتيكية في المباريات الكبرى: في المباريات الحاسمة والكبرى، حيث هامش الخطأ ضئيل، سيواجه ريبيرو قرارًا صعبًا بشأن المهاجمين الذين سيعتمد عليهم، هذه القرارات ستكون تحت المجهر وستخضع لتحليلات دقيقة من النقاد والجماهير
محمد شريف.. إضافة نوعية
يعتبر التعاقد مع محمد شريف إضافة نوعية للأهلي، فشريف يمتلك خبرة كبيرة في الدوري المصري، ويعرف أجواء الأهلي جيدًا، وقد حقق معه أرقامًا تهديفية مميزة في مواسم سابقة، قدرته على إنهاء الهجمات ببراعة، وتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء، تجعله ورقة هجومية رابحة، وجوده سيوفر خيارًا إضافيًا للمدرب، خاصة في المباريات التي تتطلب مهاجمًا صريحًا يتمتع بحس تهديفي عالٍ.
من ناحية أخرى، أثبت وسام أبو علي نفسه كمهاجم واعد ومتألق، بينما يظل جراديشار لاعبًا محوريًا بقدرته على صناعة اللعب والتسجيل من مراكز مختلفة.
في النهاية، يعتمد نجاح الأهلي في التعامل مع هذه “النعمة المربكة” على حكمة ريبيرو في إدارة التشكيلة، وقدرته على استغلال أفضل ما لدى كل مهاجم، وتحفيزهم لتقديم أقصى ما لديهم في سبيل مصلحة الفريق، هذه الوفرة، إذا ما تم التعامل معها بذكاء، يمكن أن تحول الأهلي إلى قوة هجومية لا تُقهر.
أرقام محمد شريف مع الأهلي
لعب:151 مباراة
سجل: 58 هدفًا
صنع: 11 هدفًا