كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن السيناريو الأكثر احتمالًا لأزمة مصر وإثيوبيا، بعد إعلان أديس أبابا عن افتتاح سد النهضة رسميًا في سبتمبر المقبل، مؤكدًا أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون له دور حاسم في إنهاء هذه الأزمة.

من نفس التصنيف: القومية للإنتاج الحربي تعرض موازنة 2025/2026 أمام لجنة الخطة والموازنة
إثيوبيا ترفض الإدارة المشتركة
وأوضح الدكتور عباس شراقي، في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”، أن مصر تسعى إلى اتفاق واضح بشأن سد النهضة يتعلق بعمليتي الملء والتشغيل، حيث تعتبر هذه القواعد متبعة وفق الأعراف الدولية، مشيرًا إلى أن النيل الأزرق يعد من الأنهار الدولية، إذ ينبع من إثيوبيا ويمر بالسودان قبل أن يصل إلى مصر، لذا يجب التوافق قبل تنفيذ المشروع واحترام الأعراف الدولية لتفادي أي ضرر محتمل.
وشدد شراقي على أهمية اقتراح التعاون بدلًا من المشاركة في الإدارة، لأن هذا قد يثير تحفظات إثيوبيا التي تعتبر نفسها دولة ذات سيادة، وتؤكد أن لا أحد يحق له المشاركة في إدارة سد تم بناؤه بأموالها، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين المهندسين ووضع قواعد عامة متفق عليها لتجنب أي خلافات مستقبلية.
وأشار “شراقي” إلى أن هذه القواعد تشمل طرق الملء، حيث كان سد النهضة يُملأ في السنوات الماضية لتكوين بحيرة، ولكن حاليًا من المتوقع أن يتم الملء بالكامل في سبتمبر 2024، مما يعني أن مرحلة الملء قد انتهت، وبدأت مرحلة التشغيل، حيث ستتدفق المياه عبر التوربينات إلى السودان ومصر.
وفي هذا السياق، أكد أستاذ الموارد المائية أن مخزون سد النهضة سيتقلص، وأن الملء سيكون تدريجيًا حتى موسم الأمطار لتعويض ما تم استخدامه في توليد الكهرباء، لذا من الضروري وجود توافق وتنسيق مستمر في هذه الخطوات، وهو مطلب مصري يقابل بتعنت من الجانب الإثيوبي.
السيناريو الأقرب
ونوه “شراقي” إلى أن سد النهضة قد اكتمل ملؤه، وأن المراحل الخطرة التي قد تسبب أضرارًا كبيرة لمصر قد انتهت، بدءًا من هذا العام سيتم تحديد كمية المياه وإعادة الملء مرة أخرى، مما يعني عدم وجود ملء إضافي بعد ذلك، مشيرًا إلى أن إثيوبيا كانت تضيف كميات سنوية حتى وصلت إلى 60 مليار، ولكن هذا العام سيبدأون في التفريغ والملء، مما يجعل الوضع بالنسبة لمصر أفضل مقارنة بالسنوات السابقة.
وعن السيناريو الأقرب، قال الدكتور عباس شراقي: “استئناف المفاوضات لاحقًا هو السيناريو الأكثر احتمالًا، ومن المهم أن نتحرك بسرعة لإنهاء هذه المفاوضات في أقرب وقت، ومن مصلحة مصر أن يتم افتتاح سد النهضة رسميًا في وجود اتفاق، ولكن الافتتاح دون اتفاق سيؤدي إلى حالة من الغضب والرفض بين المصريين، خصوصًا في حالة عدم حضور مصر.”
من نفس التصنيف: من الهندسة إلى جني العنب.. رحلة كفاح شيماء التي تناثرت دماؤها على أسفلت الموت
دعوة آبي أحمد بها “استفزاز”
وبخصوص دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لمصر والدول الإفريقية لحضور افتتاح سد النهضة، قال: “عندما يتحدث عن مصر والسودان، فإن ذلك يعد أمرًا غير منطقي وغير مقبول، ولن نأخذه على محمل الدبلوماسية، لأن ذلك يحمل طابع الاستفزاز، فنحن نختلف في العديد من النقاط ولم نتوصل إلى اتفاق، وأنت أصررت على موقفك ونفذت ما تريد بشكل منفرد، ثم تطلب منا الحضور، وهذا أسلوب غير مقبول من إدارة سياسية مثل إثيوبيا.”
تدخل أمريكا يُنهي الأزمة في أيام
واختتم “شراقي” تصريحاته بالقول إن تدخل دولة كبرى مثل أمريكا قد يكون له تأثير كبير، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تمتلك الإرادة السياسية القوية لحل مشكلة سد النهضة في فترة الرئيس دونالد ترامب، لكن في ظل الأحداث الحالية في منطقة الشرق الأوسط والمصالح المشتركة، قد تتدخل، وإذا حدث ذلك، فمن المحتمل أن تُحل المشكلة في أيام قليلة.