كشفت المحامية الحقوقية ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة، عن معاناتها العميقة مع فقد زوجها الراحل حافظ أبو سعدة، رغم مرور أكثر من أربع سنوات على وفاته، مؤكدة أن الفقد لا يُشفى بمجرد مرور الوقت، بل يظل جرحًا نازفًا في القلب.

مقال له علاقة: أستاذ جيولوجيا يوضح أن المتوسط هادئ زلزاليًا ولا توجد تجارب عسكرية سرية
وقالت نهاد في منشور مؤثر لها عبر حسابها الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات “إنستجرام”: “حكايات الحب” لماذا لا نتخطى ألم الفقد؟، الحزن مثل الجرح الخطير، وجواه صديد يجب أن يُخرج، فهو يؤلم بشدة وهو يتخلص، لكن من المهم أن يكون هناك من يساعد، يسمع الشخص الموجوع وهو ساكت، لأنك عندما تسمع عن الموت لقريب أو صديق، وتشعر بالتعاطف، فهذا شيء، لكن عندما يزور الموت بيتك، يقتحم غرفة نومك، ويحتل سريرك، يتمدد في روحك بعد أن خطف الحبيب، فهذا شيء آخر تمامًا، هذا هو المصاب الجلل الذي يزلزل كل حياتك وحياة أبنائك
وأضافت: “كل الحزن والألم والتعاطف مع قريب أو صديق شيء، لكن الخنجر المسموم الذي يضرب القلب عندما يخطف الموت حبيبًا من قلب بيتك شيء آخر، لأن الموت يخطف مع الحبيب مستقبلنا وأحلامنا، كل الأحلام التي خططنا لها، عمرنا الذي عشناه معًا، ماضينا، ويخطف معه الإحساس بالأمان، إحساسنا بالأمان والثقة في أي شيء، أو الهدف والقيمة من كل شيء”
حافظ أبو سعدة صحبي وحب عمري
وتابعت نهاد أبو القمصان: “أكثر من أربع سنوات مرت على وفاة حافظ أبو سعدة، صحبي وحب عمري، وزوجي، الدكتورة النفسية فتحت معي الموضوع بحكمة وخبرة، وقدرت تجرجر مني كلام، وقالت لي: نهاد، أنت واقفة عند حدود الغضب
أنت لم تتحركي لحظة منذ يوم حافظ ما مشى، لم تسامحي مع الفقد، المشكلة أنك تظهرين وكأنك تعيشين حياتك بشكل طبيعي، لكن من داخلك غضب كان المفروض أن تتركيه منذ زمن، أنت لا تتحدثين، وهذا خطأ، احكي لحبايبك عن الغضب والوجع، لكي يخرج منك، وهم سيفهمون ويتفهمون، مشكلتك يا نهاد، الدكتورة هذه فتحت لي أبوابًا عنيفة جدًا، لكنها فسرت لي لماذا أنا وناس كثيرة مثلي لا نستطيع تخطي ألم الفقد؛ لأننا نخزنه في داخلنا، ونخاف إذا تحدثنا أن نتوجع أكثر، أو نسمع ردودًا من نوعية.
هل هو في مكان أفضل، أجد الرد في ذهني، صحيح لكنه ليس أفضل لي، أو هو استراح، أقول في ذهني، هو لم يكن تعبانًا معي أنا وأولاده، أو هذا أفضل حتى لا يتعب أكثر، الرد في ذهني، طيب، وأنا كنت سأقصر معه، أنا أعطيته قلبي وعُمري، وليس فقط خدمته”.
مقال مقترح: محافظ الجيزة يطالب بسرعة صرف تعويضات لأسر ضحايا حادث سقوط مدخنة مصنع الطوب
واختتمت أبو القمصان منشورها قائلة: “كلام كثير يقوله من حولنا متخيلين أنه يخفف عنا، لكن الحقيقة أن هذا كلام مؤذٍ جدًا، لأنه يجعلنا لا نتحدث، لأننا لا نريد أن ننهدم ونناقش أمورًا بلا جدوى، كما أنه يجعلنا نتوقف عن التعبير، وتبقى في داخلنا غضب مؤذٍ جدًا، لذلك عندما يستمع من حولنا وهم ساكتون، أو نذهب لدكتور أو دكتورة متخصصين في الاستماع، فهذا هو الحل”