شهدت العاصمة الليبية طرابلس مساء أمس الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت تظاهرات حاشدة، حيث تجمع العشرات في الشوارع مطالبين بإقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

مقال له علاقة: وثائق مسربة تكشف عن مخططات سلام مختلفة بين روسيا وأوكرانيا وهدنة إنسانية قصيرة
اشتعال عدة مناطق من مدينة طرابلس بالمظاهرات
توزعت الاحتجاجات في عدة مناطق من المدينة، وكان أبرزها سوق الجمعة وميدان الجزائر، حيث شهدت تلك المناطق تجمعات شبابية غاضبة، بينما قام متظاهرون آخرون بقطع الطرق الرئيسية في مناطق مثل غوط الشعال والطريق الساحلي في مدينة الزاوية غرب العاصمة.
وفاة الناشط المدني عبد المنعم المريمي
تأتي هذه الاحتجاجات عقب الإعلان عن وفاة الناشط المدني عبد المنعم المريمي، الذي توفي متأثرًا بإصابات خطيرة تعرض لها بعد اختطافه قبل أيام في مدينة صرمان.
واتهم “حراك إسقاط الحكومة المؤقتة” الأجهزة الأمنية ورئيس الحكومة بالوقوف وراء ما وصفوه بـ”اغتيال المريمي”، مشيرين إلى وجود تناقضات بين الرواية الرسمية والتقرير الطبي الذي أظهر إصابة قاتلة في الرأس.
وطالب الحراك بفتح تحقيق فوري بإشراف جهات مستقلة لكشف ملابسات الحادثة ومحاسبة المتورطين، منتقدين التعتيم الإعلامي وغياب التسجيلات المصورة التي قيل إنها توثق لحظة إصابته.
كما برزت خلال التظاهرات شعارات تدين تدهور الوضع الأمني وتطالب بتغيير جذري في إدارة الدولة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي في عدة مدن ليبية.
مفوض الاتحاد الأوروبي: ليبيا على رأس أولوياتنا لمواجهة تدفق المهاجرين
وفي سياق آخر، أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة، ماجنوس برونر، عن نية الاتحاد اتخاذ نهج صارم مع السلطات الليبية لكبح موجة الهجرة غير الشرعية المتزايدة عبر البحر الأبيض المتوسط، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده برونر في أثينا الثلاثاء، حيث أشار إلى أن ليبيا تحتل أولوية قصوى على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة.
اقرأ كمان: بيان الحرس الثوري الإيراني حول الهجوم على قاعدة العديد الأمريكية في قطر
وكشف برونر عن زيارة مرتقبة له إلى ليبيا خلال الأسبوع المقبل، برفقة ممثلين حكوميين من اليونان وإيطاليا ومالطا، بهدف الضغط على السلطات الليبية لتشديد الرقابة ومنع قوارب المهاجرين من الانطلاق نحو أوروبا، وقال: “نحن بحاجة إلى أن نكون سريعين وحازمين في التعامل مع هذا الملف، وليبيا على رأس أولوياتنا”
حلول مشتركة وتوحيد الجهود
من المقرر أن يلتقي الوفد الأوروبي بممثلين عن الحكومة المعترف بها دوليًا في غرب ليبيا، بالإضافة إلى السلطة المنافسة في الشرق، في محاولة لإيجاد حلول مشتركة وتوحيد الجهود للحد من تدفق المهاجرين.
يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد عمليات العبور غير القانونية من ليبيا إلى اليونان، خاصة عبر طريق جزيرة كريت، الذي يُعتبر من الطرق البحرية الأكثر خطورة، وفي هذا السياق، أعلنت اليونان مؤخرًا عن خطط لنشر سفن حربية في المياه الدولية بالمنطقة، كخطوة لتعزيز المراقبة البحرية ومنع عمليات التهريب والهجرة غير القانونية.