أشارت الدكتورة حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية، إلى أن تعثر المفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية يعود أساسًا إلى رغبة واشنطن في حماية مصالحها الاقتصادية، كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال اتباع سياسات حمائية تشمل فرض جمارك مرتفعة، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية على بعض دول الاتحاد الأوروبي.

مواضيع مشابهة: ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس بنسبة 19.5% في 2024
وفي تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، أوضحت “رمسيس” أن هذه السياسات تتزامن مع ضعف اقتصادي يعاني منه الاتحاد الأوروبي بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تواجه دول التكتل تراجع إمدادات الطاقة، وتعطل سلاسل التوريد، وزيادة الأعباء المالية الناتجة عن دعم أوكرانيا.
كما نوهت إلى أن نفاد المواد الخام وعدم استقرار أسعار الطاقة أثرا سلبًا على قطاع الصناعة في أوروبا، مما أفقد الاتحاد قدرته على اتخاذ قرارات اقتصادية مستقلة، ومكّن الولايات المتحدة من فرض شروطها التجارية عليه، مستغلة الوضع الهش للاتحاد.
أوروبا تتمسك باليورو.. ولكن!
وبشأن موقف الاتحاد الأوروبي، أكدت “رمسيس” أن التكتل الأوروبي يسعى لتعزيز موقفه من خلال الاعتماد على قوة عملة اليورو، بهدف الحفاظ على توازنه أمام سلة العملات العالمية، وخاصة الدولار الأمريكي.
لكنها أوضحت أن هذه القوة لا تعكس بالضرورة قوة اقتصادية فعلية، بل ترتبط بشكل مباشر بـ”ضعف الدولار”، الذي تراجع إلى أدنى مستوياته منذ عام 1973، نتيجة السياسات الحمائية الأمريكية.
أمريكا ترفض المنافسين وتلوّح بالعقوبات
وفي تحليلها للسياسات الأمريكية، اعتبرت “رمسيس” أن واشنطن، خصوصًا في عهد ترامب، ترفض بروز أي منافس اقتصادي محتمل، سواء من أوروبا أو الصين أو حتى تكتلات مثل مجموعة “بريكس”، موضحة أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض نفوذها الاقتصادي العالمي من خلال أدوات غير تقليدية، مثل فرض الرسوم الجمركية، والعقوبات، والتحكم في مفاتيح التجارة العالمية، بدلاً من ربط الدولار بالذهب أو النفط كما كان في السابق.
اقرأ كمان: تراجع الدين الخارجي لمصر يعكس نجاح الإصلاحات ويعزز قدرة الحكومة
وأشارت إلى أن أي محاولة من الدول الأخرى لإنشاء تحالفات اقتصادية مستقلة قد تقابلها واشنطن بردود اقتصادية صارمة، كما حدث مع إيران، أو من خلال الضغط على روسيا والصين داخل مسارات بديلة مثل بنك تنمية بريكس.
مهلة 9 يوليو.. اختبار حاسم للموقف الأوروبي
واختتمت “رمسيس” تصريحاتها بالإشارة إلى أن المهلة المحددة من الجانب الأمريكي حتى 9 يوليو الجاري تمثل اختبارًا حاسمًا لمصير العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، موضحة أن عدم إحراز تقدم في المفاوضات قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية جديدة، تشمل سلعًا إضافية، وبنسب أعلى من المتوقع، ما سيؤثر سلبًا على الصناعات الأوروبية المصدّرة.
وأكدت أن تمديد المهلة سيكون مرهونًا بمدى تجاوب الاتحاد الأوروبي مع الشروط الأمريكية، بينما في حال استمرار موقفه الرافض، فستُفرض الرسوم مباشرة بعد انتهاء المهلة، وقد يتصاعد النزاع التجاري بين الجانبين في وقت حساس تمر فيه العلاقات الدولية بتغيرات حادة.