سجّل الذهب مكاسب أسبوعية قوية بلغت نحو 1.9% في البورصة العالمية، وذلك بفضل تزايد الطلب عليه كملاذ آمن، وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية وتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 70% اعتبارًا من أغسطس المقبل، وفقًا لتقرير صادر عن منصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

مقال له علاقة: سعر الذهب في ثاني أيام العيد وعيار 21 بـ 4630 جنيه للشراء
أسعار الذهب في السوق المحلية
رغم الارتفاع العالمي، شهدت السوق المحلية المصرية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية، حيث فقد سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 10 جنيهات مقارنة بإغلاق تعاملات أمس، ليسجل 4630 جنيهًا.
مقال مقترح: إجراءات تأجير خزائن البنوك المصرية وأسعارها ومقاساتها
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، إن الذهب خسر اليوم جزءًا من مكاسبه المسجلة أمس، إذ بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5295 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 3971 جنيهًا، وبلغ سعر جرام عيار 14 نحو 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب مستوى 37064 جنيهًا
كما تراجعت أسعار الذهب المحلية بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث بدأ سعر جرام عيار 21 التداول عند 4645 جنيهًا واختتم عند 4640 جنيهًا، رغم ارتفاع سعر الأوقية عالميًا بنحو 8 دولارات لتصل إلى 3337 دولارًا، مقابل 3329 دولارًا في بداية تعاملات أمس
الرسوم الجمركية تدفع الذهب للصعود عالميًا
عالميًا، ارتفع الذهب إلى مستويات تجاوزت 3330 دولارًا للأوقية، مدعومًا بتصريحات ترامب حول بدء إرسال رسائل إلى الدول المعنية يوم الجمعة، تمهيدًا لتطبيق رسوم جمركية جديدة في 9 يوليو، حيث أشار إلى أن الرسوم ستتراوح بين 10% و70%
وفي ذات السياق، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت إن بلاده قد تفرض رسومًا متبادلة على نحو 100 دولة بنسبة لا تقل عن 10%، متوقعًا التوصل إلى عدة اتفاقيات تجارية قبل الموعد المحدد
عوائد السندات تحد من مكاسب الذهب
رغم الدعم الذي يتلقاه المعدن الأصفر من التوترات التجارية، فإن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لا يزال يُشكل عامل ضغط على الأسعار، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.338%، بزيادة 6.5 نقطة أساس، كما صعدت العوائد الحقيقية إلى 2.018%، وفي المقابل، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.13%، لكنه لا يزال قريبًا من حاجز 97 نقطة.
بيانات الوظائف الأمريكية: إشارات مزدوجة
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية أن الاقتصاد أضاف 147 ألف وظيفة في يونيو، متجاوزًا التوقعات البالغة 110 آلاف، بينما تراجع معدل البطالة إلى 4.1% من 4.2%، إلا أن معظم الوظائف الجديدة جاءت من القطاع الحكومي، بينما سجّل القطاع الخاص أضعف نمو منذ ثمانية أشهر، مما يعكس حذرًا من جانب الشركات وسط توقعات تباطؤ النمو
وتُعزز هذه البيانات توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية دون تغيير، انتظارًا لتقييم تأثير السياسات التجارية الجديدة على التضخم والنمو الاقتصادي
مشهد جيوسياسي وضغوط تشريعية
على صعيد السياسة الدولية، صرّح ترامب بأنه ناقش الملف الأوكراني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون إحراز تقدم، كما أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده مستعدة لدعم الدفاعات الجوية الأوكرانية
وفيما يخص التشريعات، تعمل الإدارة الأمريكية على تمرير مشروع قانون ضخم يُعرف بـ”الورقة الجميلة الكبيرة”، والذي يمدد معظم التخفيضات الضريبية التي أُقرت عام 2017 والمقرر انتهاؤها في 2025، ووفقًا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، سيؤدي المشروع إلى زيادة العجز بمقدار 3.4 تريليون دولار خلال عشر سنوات، ما قد يُضعف الدولار ويدعم توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة للتحوط
تترقب الأسواق الأسبوع المقبل صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب بيانات إعانات البطالة للأسبوع المنتهي في 5 يوليو، وعدد من التصريحات المرتقبة من مسؤولي الفيدرالي
وفي ظل استمرار الضغوط التجارية وارتفاع الدين العام وتراجع زخم التوظيف في القطاع الخاص، يحتفظ الذهب بجاذبيته كأصل آمن، مع ترجيحات بأن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية 2025، بحسب ما تُظهره توقعات الأسواق.