كانت هتتجوز بعد شهر، وسافرت للمقابر بدل السفر للخارج”، بهذه الكلمات بدأت أم مفجوعة حديثها عن وفاة ابنتها الشابة بعد إجراء عملية بسيطة في أحد المستشفيات الخاصة، وانتهت بمأساة أليمة ما زالت تفاصيلها تُبكي كل من يسمعها.

من نفس التصنيف: مصر تتصدر العالم في تبني التطورات التكنولوجية وفقًا لوزير الاتصالات
تحكي الأم أن ابنتها كانت تستعد لحفل زفافها بعد شهر فقط، وكانت ستسافر إلى السعودية لتبدأ حياتها الجديدة مع زوجها، وبين فرحة التحضيرات والقلق من الغربة، كانت الأم تشعر بشيء غريب في قلبها، تقول: “كنت بقول لنفسي أكيد دي رهبة البُعد، بس قلبي كان مقبوض، مش حاسة بفرحة حقيقية”
وفي أحد الأيام، خرجت الأم مع ابنتها لشراء فستان الزفاف، وكان من المفترض أن تكون لحظة سعيدة، لكنها لاحظت أن الفرحة غائبة عن ملامحها، سألتها الابنة: “هو انتي مش فرحانة يا ماما؟” فردت الأم: “بالعكس، فرحانة جدًا.. بس مش متعودة على فكرة إنك هتبعدي”، فردت العروس مطمئنة: “متقلقيش، مش هسيبك.. ده أنا أول ما أوصل هاخدك نعمل عمرة سوا”
شوف كمان: أسقف جنوب ألمانيا يؤكد أهمية تعزيز العلاقات الثقافية مع أوروبا
لكن قبل الزفاف، كان على العروس الخضوع لعملية بسيطة في قدمها، ظنّت الأم أن الأمر روتيني، خاصة أن الطبيبة طمأنتها، وفي صباح يوم العملية، دخلت الابنة غرفة العمليات الساعة 11 صباحًا، لكنها لم تخرج منها إلا الساعة 4 عصرًا، أي بعد خمس ساعات كاملة، وهو ما أثار قلق الأم.
تقول الأم: “شفت بنتي بعد ما فاقت، وفضلت تحكيلي بتنهار وتقول إنها كانت حاسة بكل حاجة في العمليات، وإنهم كانوا مغمّيين عنيها بقطن وبلاستر، ومش قادرة تتحرك ولا تتكلم”
استدعت الأم الطبيب الذي أصر أن “ده تأثير البنج”، لكن العروس أكدت له أن المساعد قال أثناء العملية: “هي البنت دي ضغطها بيوطى ليه؟ ممكن تكون حاسة”، وأن الطبيب ردّ عليه قائلاً: “لأ، مش حاسة بحاجة”
صُدمت الأم من رد الفعل، لكنها تماسكت، وفي الساعة الخامسة فجرًا، بدأت ابنتها تصرخ بألم شديد في قدمها، تصفه بأنه “كأن العضم بيتكسر”، استنجدت الأم بالفريق الطبي، فأخبروها بأن ابنتها “بتدلع”! لكن الألم لم يكن وهمًا.
استدعت الأم طبيبًا من خارج المستشفى، لكنه رفض التدخل قائلاً: “بنتك واخدة مخدرات كتير، مقدرش أديها حاجة”
وعندما علم مدير المستشفى، أرسل اعتذارًا و”بوكيه ورد وشوكولاتة”، لكن الأم رفضت، قائلة: “مش عايزة حاجة، أنا عايزة بنتي ترجع”
في النهاية، أُعطيت العروس حقنة قوية لتسكين الألم، قيل إنها “هتنامها شوية”، لكنها كانت آخر ما دخل جسدها، توفيت الفتاة، وتركت وراءها قلب أم مكسور، وبدلًا من فستان الزفاف، أصبحت مكفنة في ثوب أبيض لا عودة منه.
تختم الأم: “ولا سجن ولا تعويض ولا شنق يعوضني بنتي، لكن حقي لازم يرجع، وبنتي ماتت مظلومة”