في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، تواجه المستشفيات أزمة إنسانية حادة تتمثل في نقص حليب الأطفال الصناعي، ما يعرض حياة مئات الرضع لخطر شديد.

اقرأ كمان: قصف جوي روسي في جنوب أوكرانيا يسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين
وكشف الأطباء في غزة، وفقًا لتقرير صحيفة “الجارديان”، أن إسرائيل تمنع تسليم كميات حليب الأطفال الصناعي الضرورية، في وقت تعاني فيه الأمهات من وفاة عدد كبير منهن أو سوء تغذية حاد يمنعهن من إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي.
مخزون الحليب الصناعي
وقال الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، إن مخزون الحليب الصناعي في الجناح يكفي لأسبوع واحد فقط، مشيرًا إلى نفاد الحليب المخصص للأطفال الخدج، واضطراره لاستخدام الحليب الصناعي العادي وتوزيعه على جميع الأطفال تحت رعايته.
ووصف الدكتور الفرا الوضع بأنه “كارثي”، مضيفًا أن العديد من الأطفال الرضع خارج المستشفيات لا يحصلون على الحليب الصناعي، ما يفاقم الأزمة الصحية في القطاع المحاصر.
وتفرض إسرائيل قيودًا مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يُسمح فقط بكميات محدودة من المواد الغذائية، فيما لا تشمل هذه الكميات حليب الأطفال الصناعي، حسب تقارير منظمة “الفرا” المحلية.
ويأتي هذا النقص في ظل تصاعد الاحتياجات الإنسانية للفئات الضعيفة، خاصة الأطفال الرضع، ما يستدعي تدخلًا عاجلاً من المنظمات الدولية لتوفير كميات كافية من حليب الأطفال لضمان سلامتهم وحياتهم.
هذا الجيل مستهدف
في أواخر يونيو، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بأن حوالي 122 طفلًا يُدخلون مستشفيات غزة يوميًا لتلقي العلاج من سوء التغذية، ويُمكن أن يُسبب سوء التغذية قبل سن الثالثة مشاكل نموّية دائمة.
وقالت صحيفة الجارديان وفقًا لمصادر، هذا الجيل بأكمله مُستهدف، سيعاني من مشاكل في الذاكرة وتأخر في النمو، والمشكلة هي أنه حتى لو توفرت التغذية لاحقًا، فإن الضرر سيكون دائمًا.
وقال الأطباء إن وفاة الأطفال الرضع تعد علامة مقلقة على أزمة المجاعة الوشيكة في غزة، حيث إن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لتأثيرات سوء التغذية.
وألقى الأطباء باللوم على الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات في هذا النقص، إذ تمنع إسرائيل دخول جميع شاحنات المساعدات إلى القطاع باستثناء عدد قليل منها، وهو عدد أقل بكثير مما يقول العاملون في المجال الإنساني إنه ضروري لإطعام السكان.
وتقول وكالات “الأمم المتحدة”، إن غزة تحتاج إلى 500 شاحنة على الأقل يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية، ولكن غالبًا ما يُسمح بدخول أقل من 50 شاحنة.
إن ما تصله المساعدات من الأمم المتحدة في كثير من الأحيان يتم مصادرته من قبل الحشود الجائعة والعصابات المسلحة التي بدأت في نهب الشاحنات بسبب اليأس.
المنظمات الإنسانية تدين صندوق الغذاء العالمي
أدانت المنظمات الإنسانية صندوقَ الغذاء العالمي، معتبرةً إياه متورطًا في جرائم حرب، وينتهك المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، في السابق، كان نظام المساعدات الذي تقوده الأمم المتحدة في غزة يُحافظ على أكثر من 400 نقطة توزيع مساعدات في جميع أنحاء غزة، مُقامة في مناطق الحاجة، وأفاد صندوق الغذاء العالمي بأنه وزّع أكثر من 52 مليون وجبة خلال خمسة أسابيع، وأن المنظمات الأخرى “تقف مكتوفة الأيدي بينما تُنهب مساعداتها”.
قالت إسرائيل إن حماس تستغل نظام الأمم المتحدة لتخزين المساعدات، وهو الاتهام الذي يقول العاملون في المجال الإنساني إنه لا يوجد دليل عليه.
في هذه الأثناء، يقول الأطباء في القطاع إن الوقت ينفد.
مقال له علاقة: جيش الاحتلال يعلن عن تدمير 3 كيلومترات من أنفاق خان يونس
وقال الفرا: “يجب أن ترى الأطفال إنهم مجرد جلد على عظم، إنه أمر مروع، الحل الحقيقي هو إنهاء الحرب، وفتح المعابر، والسماح بإدخال حليب الأطفال”