تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري، وتحت إشراف فضيلة الشيخ ماجد راضي، مدير مديرية أوقاف السويس، وفي إطار حرص وزارة الأوقاف المصرية على نشر الفكر الوسطي المستنير ومواجهة الظواهر السلبية، نظمت مديرية أوقاف السويس عددًا من المجالس الفقهية بمساجد المحافظة تحت عنوان: “أحكام تناول المسكرات والمخدرات في الإسلام”

ممكن يعجبك: “تعليم الجيزة” يمدد فترة تسجيل الطلاب في المدارس التجريبية
تحريم لحماية العقل وحفظ النفس
تناولت المجالس، التي شارك فيها نخبة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، بيان الحكم الشرعي في تناول المسكرات والمخدرات، مؤكدين أن الإسلام جاء لحماية الضرورات الخمس، وعلى رأسها حفظ العقل، وقد جاء التحريم الواضح لكل ما يذهب العقل، سواء كان خمرًا أو مخدرًا، استنادًا إلى نصوص قطعية في القرآن والسنة.
وأوضح العلماء أن تحريم الخمر لم يكن لذاتها، بل بسبب ما تحدثه من ضرر على الإنسان والمجتمع، خاصة في تغييب العقل، وإضعاف الإرادة، والتسبب في السلوكيات المنحرفة، وهو ما ينطبق بشكل أوسع على المخدرات في زماننا، والتي تُعد أكثر فتكًا وخطرًا.
المخدرات خطر ديني ومجتمعي
شدد العلماء على أن المخدرات ليست فقط محظورة شرعًا، بل تمثل خطرًا على الأمن الفردي والأسري والمجتمعي، لما تسببه من تفكك أسري، وجرائم عنف، وضياع للطاقات الشابة، إضافة إلى الأضرار الصحية والنفسية الكبيرة التي تصيب المدمنين.
وأكدت المحاضرات أن المدمن لا يفقد وعيه فحسب، بل يفقد قيمه ودوره في المجتمع، ويصبح عبئًا على أسرته ووطنه، مما يبرز أهمية التصدي لهذه الآفة بكل الوسائل الممكنة، سواء وعظية أو قانونية أو علاجية.
اقرأ كمان: محافظ الجيزة يوجه بتيسير إجراءات التصالح في مخالفات البناء بالعياط
الإسلام يدعو للوقاية والعلاج
لم تكتف المجالس ببيان التحريم، بل شددت على أن الإسلام يدعو إلى الوقاية قبل الوقوع في الإدمان، ويحث على العلاج والدعم النفسي والاجتماعي لمن وقع في براثن هذه الآفة، كما رُفعت في اللقاءات قيمة التوبة وفضل المجاهدة في ترك هذه السلوكيات، مشيرين إلى أن التوبة الصادقة تفتح أبواب الأمل أمام المدمنين الراغبين في التعافي.
كما تمت الإشارة إلى أن مواجهة الإدمان ليست مسؤولية فردية فقط، بل واجب مجتمعي، يتكامل فيه دور الأسرة والمدرسة والجامع والمؤسسات الإعلامية والطبية.
تفاعل جماهيري ووعي متزايد
شهدت المجالس الفقهية حضورًا واسعًا من المصلين ورواد المساجد من مختلف الأعمار، وتفاعلًا كبيرًا مع القضايا المطروحة، حيث أبدى الحضور اهتمامًا بالغًا بالأسئلة والنقاشات، مما يعكس ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التصدي لهذه الظواهر السلبية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة شاملة لوزارة الأوقاف تهدف إلى ترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة، ومواجهة مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي، بما يسهم في بناء مجتمع آمن وسليم.