سموتريتش يعتبر قرار الكابينت بإدخال المساعدات إلى غزة مرفوضاً ويؤكد أن التسريبات تضر بأمن الدولة
تصاعد التوتر داخل مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل بعد مشادة كلامية حادة بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس أركان الجيش الفريق إيال زامير خلال اجتماع عُقد مساء السبت، وكان ذلك على خلفية إدارة ملف المساعدات الإنسانية إلى غزة.

اقرأ كمان: توتر دبلوماسي بين باريس وتل أبيب عقب تصريحات ماكرون عن غزة
هاجم سموتريتش بشدة، في بيان مطول، ما وصفه بـ”التسريبات الجزئية والمنحازة” التي تم تمريرها لوسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنها “تضر بأمن الدولة وتُستخدم لتشويه مواقفه السياسية”، وأكد أنه لن يتراجع عن تصريحاته ضد المؤسسة العسكرية.
سموتريتش: الجيش يُجبر القيادة على دعم حماس بالمساعدات
واتهم سموتريتش الجيش الإسرائيلي بفشل منهجي في إدارة الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن القيادة العليا “تُجبر القيادة السياسية على تمرير مساعدات تصب في مصلحة حماس”، وخصّ رئيس الأركان إيال زامير باتهامات بـ”الفشل الكبير في السيطرة على توزيع الإمدادات”.
وأوضح الوزير المتشدد أن قرارات الكابينت الأخيرة، لا سيما السماح بتمرير مساعدات إلى شمال القطاع، “غير مقبولة”، مضيفًا: “سندرس الخطوات التي سنتخذها ضد هذه السياسة”
اقرأ كمان: توقف توزيع المساعدات الأمريكية في غزة واستشهاد وإصابة العشرات في تدافع مأساوي
انتقادات لنتنياهو
وفي تصعيد لافت، لم يكتفِ سموتريتش بمهاجمة قيادة الجيش، بل وجّه انتقاده إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، معتبرًا أنه لم يمارس الضغط الكافي على المؤسسة العسكرية لفرض الإرادة السياسية.
وقال سموتريتش: “مع كل التقدير، فإن رئيس الوزراء فشل في فرض سياسة واضحة على المؤسسة الأمنية.. لا يمكن السماح باستمرار هذا الانفصال بين القيادة السياسية والعسكرية”
وأضاف أن انتقاداته لا تطال الجنود والقادة الميدانيين، بل “القيادات العليا التي تدير الأمور من المكاتب وتُعيد حماس إلى المشهد السياسي”.
الجيش ليس كبش فداء لفشل السياسيين
وفي المقابل، رد رئيس حزب أزرق أبيض، وعضو مجلس الحرب السابق، بيني غانتس، على هجوم سموتريتش بتغريدة وصف فيها رئيس الأركان زامير بأنه “رجل دولة وصادق وذو خبرة”، مؤكدًا أن محاولة تحميل الجيش مسؤولية الإخفاق السياسي هي عبثية وخطيرة.
وكتب غانتس: “هجوم الوزراء على الجيش هو دليل إضافي على أن هذه الحكومة تفتقر إلى القيادة التي تضع أمن إسرائيل فوق الحسابات السياسية”
كما أشار إلى أن أي حكومة توافقية تُشكَّل بعد الانتخابات “ستُقصي من يهاجم الجيش من مناصبهم، ولن تسمح لهم بالتغلب على رئيس الوزراء أو المؤسسة الأمنية”.
انقسام حاد داخل الحكومة
وتعكس هذه التصريحات المتبادلة حالة الانقسام العميق داخل القيادة السياسية الإسرائيلية، حيث باتت المؤسسة العسكرية نفسها في مرمى النيران السياسية، وسط تعثر العمليات في غزة وعدم تحقيق الحسم العسكري ضد حماس.
ومع اقتراب الانتخابات، تتزايد المؤشرات على أن الجيش الإسرائيلي أصبح أداة في صراعات اليمين المتطرف مع المؤسسة الحاكمة، ما قد يُلقي بظلال ثقيلة على أداء الحكومة وقدرتها على الاستمرار في إدارة ملف غزة والأمن القومي بشكل موحد.