يواجه الفريق الأول لكرة القدم بالنادي مجموعة من التحديات والأزمات الداخلية قبل انطلاق الموسم الجديد، حيث تتنوع هذه المشكلات بين الهيكلية والفنية، مما قد يؤثر على مسيرة الفريق في ظل طموحاته الكبيرة لتحقيق الألقاب محليًا وقاريًا.

ممكن يعجبك: أيمن يونس يثني على أداء الزمالك ويعتبر شيكابالا مصدر المتعة المستمرة
الأزمة الأولى: فراغ منصب مدير الكرة
تُعتبر القضية الأكثر وضوحًا حاليًا هي عدم تعيين مدير كرة بشكل صريح في النادي الأهلي، هذا الفراغ الإداري يصبح أكثر أهمية في ظل تكدس النجوم داخل القلعة الحمراء، إذ يضم الفريق عددًا كبيرًا من اللاعبين البارزين في جميع الخطوط، ويُعد وجود مدير كرة قوي الشخصية قادر على فرض الانضباط وتوفير بيئة عمل مستقرة أمرًا حيويًا لضمان سيطرة المدير الفني على الفريق وتحقيق الانسجام المطلوب بين اللاعبين.
مقال مقترح: التشكيل المتوقع لباريس سان جيرمان في مواجهة بايرن ميونخ بكأس العالم للأندية
على الرغم من تكليف النادي محمد يوسف بمهام المدير الرياضي ومدير الكرة معًا، إلا أن هذه الصيغة قد لا تكون كافية في المرحلة المقبلة، فمع قوة القائمة وتنوع الشخصيات داخل الفريق، يصبح الاحتياج لمزيد من الانضباط والتوجيه الإداري ضروريًا، ومع ذلك، يبدو أن المجلس الأحمر يتجاهل فكرة تعيين مدير للكرة بشكل منفصل، مما قد يفتح الباب أمام بعض التحديات المتعلقة بالتحكم في ديناميكية الفريق.
الأزمة الثانية: حاجة ماسة لظهير أيسر أجنبي
تتمثل الأزمة الثانية في أهمية التعاقد مع صفقة أجنبية قوية، حتى لو كانت تحت السن، في مركز الظهير الأيسر، حيث أصبحت هذه الحاجة ملحة بشكل خاص بعد خروج الثنائي البارز علي معلول ويحيى عطية الله من قائمة الفريق، وغالبًا ما يترك غياب هذه الخبرات الكبيرة ثغرة واضحة في الجبهة اليسرى، مما قد يؤثر على الأداء الهجومي والدفاعي للفريق في الموسم الجديد.
يتجه النادي حاليًا للحديث عن عناصر محلية مثل محمد شكري وتوفيق محمد لتعويض هذا المركز، ومع أن هذين اللاعبين يمتلكان إمكانيات جيدة، إلا أن هناك مخاوف وانتقادات تدور حول خبراتهما ومستواهما، وتحديدًا في الأدوار الدفاعية، والاعتماد الكلي على عناصر محلية قد يفتح الباب أمام ثغرة في هذه الجبهة، خاصة في المواجهات القارية الكبرى التي تتطلب لاعبين بخبرة وقدرات دفاعية وهجومية متكاملة.
الأزمة الثالثة: ضعف مركز قلب الدفاع
تتمثل المشكلة الثالثة في مركز قلب الدفاع، حيث لم يتم تدعيمه بالشكل المطلوب، ولا يخفى على أحد أن المدافع المغربي أشرف داري لم يتمكن من تقديم أوراق اعتماده بالشكل المتوقع مع الفريق الأحمر منذ انضمامه، ويشير أداء اللاعب، بالإضافة إلى كثرة إصاباته، إلى ضرورة رحيله في الفترة المقبلة لإفساح المجال لضم لاعب آخر.
يحتاج النادي الأهلي إلى صفقة مدافع أجنبي لديه القدرة على صناعة الفارق، لاعب قادر على قيادة الخط الخلفي وتقديم إضافة نوعية، مثلما يفعل كاليدو كوليبالي مع الهلال السعودي، والسؤال المطروح هو لماذا لا يسعى المارد الأحمر لتسويق أشرف داري بفاعلية، ويتجه نحو خيارات أخرى مثل زين الدين بلعيد، المدافع الجزائري، الذي يتميز بقدرات فنية أعلى من داري، وقد يُشكل إضافة حقيقية لدفاع الفريق.
الأزمة الرابعة: القلق بشأن شخصية المدرب الإسباني
أخيرًا، تبرز الأزمة الرابعة في صفوف النادي الأهلي، وتتمثل في وجود مخاوف وقلق من شخصية المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو، حيث تكررت الملاحظة بأن تعبيراته تبدو واحدة في جميع الحالات، سواء كان الفريق في حالة فوز أو تعادل، وقد يُفهم هذا الثبات المبالغ فيه في ردود الأفعال على أنه ضعف في التفاعل مع مجريات المباريات أو عدم القدرة على إظهار المشاعر المطلوبة التي يتوقعها اللاعبون والجماهير من مدير فني كبير، مما قد يؤثر على الحماس داخل الفريق وفي غرفة الملابس، خاصة في اللحظات الحاسمة التي تتطلب رد فعل قوي وواضح من القيادة الفنية.
تُلقي هذه الأزمات مجتمعة بظلالها على استعدادات الأهلي للموسم الجديد، وتضع الإدارة والجهاز الفني أمام تحدٍ حقيقي لضمان أن يكون الفريق في أفضل حالاته عند بدء المنافسات، فهل سيتمكن الأهلي من تجاوز هذه العقبات وتصحيح المسار قبل فوات الأوان؟