أفادت مصادر سياسية إسرائيلية، اليوم الأحد، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قرر تأجيل رحلته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك بسبب تصاعد أزمة تجنيد أبناء المجتمع الحريديم، التي أدت إلى توترات سياسية ودينية داخل الائتلاف الحكومي.

مقال مقترح: الجيش الإسرائيلي يعلن عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن نحو تل أبيب
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ رسميًا، اليوم الأحد، في إرسال آلاف أوامر التجنيد الأولية لشباب طلاب المعاهد الدينية من أبناء المجتمع الحريدي، في خطوة تاريخية تُعتبر الأولى من نوعها منذ انتهاء مفعول “قانون التجنيد” السابق، الذي كان يمنح إعفاءات جماعية للحريديين على مدى سنوات.
تهدف هذه الحملة إلى إصدار حوالي 54 ألف أمر تجنيد حتى نهاية الشهر الجاري، من قاعدة بيانات تضم نحو 80 ألف شخص من المتلقين السابقين للإعفاء بين سن 18 و26 عامًا، وذلك وفقًا لتوجيهات المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف-ميئرا.
أوامر تجنيد على مراحل وتواريخ التحاق حتى يونيو 2026
أعلنت وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه سيتم إرسال ما بين 10 إلى 25 ألف أمر تجنيد في المرحلة الأولى، على أن يتم استكمال إرسال جميع الأوامر البالغ عددها 54 ألفًا بنهاية الصيف، وتمتد تواريخ التجنيد الفعلية على مدار العام المقبل، حتى يونيو 2026، لإتاحة المجال لترتيبات لوجستية في مكاتب التجنيد.
يتوجب على من يتلقى أمر التجنيد التوجه إلى مكاتب التجنيد لإجراء الفحص الأولي، وفي حال عدم الامتثال، سيتم إرسال أمر ثانٍ، ثم ثالث، ثم إنذار قبل إصدار أمر اعتقال، وإذا استمر عدم الامتثال، سيُعتبر الشخص “متخلفًا قانونيًا عن الخدمة”، مما يعرضه للاعتقال في أي وقت.
أكد مسؤول رفيع في قسم القوى البشرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن الحملة تستهدف جميع من تنطبق عليهم شروط الخدمة الإلزامية دون استثناء، سواء كانوا حريديين أو علمانيين، مشيرًا إلى أنه لا أحد معفي من هذا القرار، وأن جيش الاحتلال يسعى لتسريع إجراءات التصنيف كمتهرب قانوني من الخدمة، بحيث تُختصر من 5 أشهر إلى 3 أشهر فقط.
من المقرر أن يُفعّل أمر اعتقال لأي شخص لا يمتثل لأوامر التجنيد الثلاثة خلال 30 يومًا من إنذاره الأخير، وقد يُنفذ الاعتقال في المطارات أو عبر حواجز شرطية أو عسكرية، كما يواجه من يتغيب لأكثر من 540 يومًا عن التجنيد خطر المحاكمة العسكرية والسجن.
مواضيع مشابهة: لافروف يعتبر الغارات الإسرائيلية على غزة “عقاباً جماعياً”
حملة “نبدأ من جديد” لإعادة دمج المتخلفين
ذكرت الصحيفة العبرية أنه في إطار محاولات استيعاب المتخلفين عن الخدمة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق مبادرة جديدة في سبتمبر المقبل تحت عنوان “نبدأ من جديد”، تتيح للمتخلفين العودة والانخراط في الخدمة دون عقوبات، بشرط التزامهم بسنة خدمة كاملة.
ارتفاع في أعداد الحريديين المستعدين لتجنيد بجيش الاحتلال
أشار تقرير تابع لجيش الكيان إلى وجود ارتفاع بنسبة 44% في عدد الشباب الحريديين المستعدين للخدمة، إذ يُتوقع انضمام نحو 2,600 مجند حريدي في سنة التجنيد الحالية، مقارنة بـ1,800 فقط في العام الماضي.
جيش الكيان يعد بإجراءات تراعي نمط الحياة الديني
أكد الجيش أنه يعتزم إنشاء أطر خدمية تتلاءم مع نمط الحياة الحريدي، مع الحرص على الحفاظ على الخصوصية الدينية والثقافية، وتقديم مسارات متنوعة تسمح بالاندماج ضمن المنظومة العسكرية.
قال مسؤول داخل جيش الاحتلال: “المجتمع الحريدي يرى الواقع، والمشاركة في الدفاع باتت ضرورة وطنية، وإذا فشلنا في هذا الاختبار، سنفقد ثقة الشارع الحريدي”
وشدد جيش الاحتلال على أنه سيُكثّف إجراءات الإنفاذ ضد المتهربين من كافة الفئات، بالتعاون مع الشرطة والجهات المدنية، في محاولة لتحقيق “عدالة تجنيدية” تشمل الجميع دون استثناء.