ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، كلمة مصر خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة “بريكس” التي تُعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على مدار يومي 6 و7 يوليو الجاري.

مقال له علاقة: خدمة المزارعين في مقدمة الأولويات.. “الزراعة” تنظم ندوات إرشادية في 18 محافظة
استهل رئيس الوزراء كلمته في الجلسة الافتتاحية، التي تحمل عنوان “السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية”، حيث أشار بالنيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي لم يتمكن من الحضور بسبب ارتباطه بأمور تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، إلى تقديره للرئيس لولا دا سيلفا وشعب البرازيل على كرم الضيافة والتنظيم الرائع لقمة مجموعة “بريكس” السابعة عشرة، التي تُعقد في مدينة ريو دي جانيرو، بوابة البرازيل الثقافية إلى العالم.
مقال مقترح: واشنطن سترد إذا تعرضت قواعدها لضربات فعلية في الخليج وفقاً لخبير استراتيجي
كما أعرب عن تقديره لجهود الرئاسة البرازيلية، ورحب بالرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، الذي يشارك معنا لأول مرة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن انعقاد هذه الدورة لمجموعة “بريكس” يأتي في وقت حساس نواجه فيه أزمات وتحديات متعددة ومعقدة، تشمل التوترات الجيوسياسية، وتهديدات السلام والأمن، بالإضافة إلى سلسلة من النكسات الاقتصادية غير المسبوقة، وارتفاع مستويات الديون التراكمية، وتغير المناخ، وفوق كل ذلك الكارثة الإنسانية في غزة.
وأكد أن أخطر أزمة في الوقت الراهن هي الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأبرياء من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى ما يقرب من 125 ألف مصاب.
وتابع، أن هذه المأساة هي نتيجة لانتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي والإنساني، كما أن الانتهاكات تتواصل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مع استمرار الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، بذلت جهودًا مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه في 15 يناير الماضي، ولكن العدوان الإسرائيلي على المدنيين كان انتهاكًا لهذا الاتفاق، داعيًا إلى ضرورة إعادة وقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية من جانب إسرائيل، التي يجب أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وتحمي المدنيين.
كما أكد رفض أي خطط لتهجير أو نقل سكان غزة الفلسطينيين بعيدًا عن وطنهم، حيث إن مثل هذه الاقتراحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة، مضيفًا أن الخطة العربية الإسلامية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة تؤكد إمكانية تنفيذ عملية إعادة الإعمار مع بقاء الفلسطينيين في وطنهم، لذا ندعو الدول لدعم هذه الخطة، لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي نعتزم تنظيمه بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وتطرق رئيس الوزراء إلى العدوان الإسرائيلي على كل من لبنان وسوريا، حيث شهدت تلك البلدان تصعيدًا إسرائيليًا صارخًا، كما امتدت الحرب الإسرائيلية لتطال إيران، مما يمثل تصعيدًا إقليميًا بالغ الخطورة، وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، مشددًا على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الأزمات والتحديات المذكورة تعزز دور مجموعة “بريكس” المحوري في النظام الدولي، مضيفًا أنه في هذا السياق، يود تسليط الضوء على عدد من الأولويات، تتمثل في تسريع التعاون والتكامل المشترك لمواجهة التحديات من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، بالإضافة إلى التقنيات الناشئة والابتكار، وخاصةً الذكاء الاصطناعي.
كما أكد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والنقدي، خاصةً بين البنوك المركزية، مشددًا على ضرورة إحراز تقدم في تمكين التسويات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة “بريكس” للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل المقدم من بنك التنمية الجديد بالعملات المحلية.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، مضيفًا أننا نؤمن بضرورة أن تعمل مجموعة “بريكس” بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الديون، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية.
كما ينبغي أن يضمن هذا الإصلاح استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات الخاصة للدول النامية، ومن المهم أيضًا تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في عملية صنع القرار.
وفي الختام، أكد رئيس الوزراء أن التأثير الحقيقي لمجموعة “بريكس” يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية اللازمة لتحقيق مصالحنا المشتركة في مجالات متعددة، وهو ما يلبي في نهاية المطاف آمال وتطلعات شعوبنا لمستقبل مزدهر
.