أعرب السفير الأمريكي إلى تركيا والمبعوث إلى سوريا، توماس باراك، عن رضاه إزاء ردّ لبنان على طلب واشنطن المتعلق بسلاح حزب الله، جاء ذلك في ختام لقائه مع الرئيس اللبناني، جوزيف عون، حيث حذر باراك من أن “المنطقة تتحرّك بسرعة هائلة”، مشيرًا إلى أن لبنان “سوف يتخلّف عن الركب”.

اقرأ كمان: الجولان كحديقة سلام وتوقيع اتفاقية تطبيع بين سوريا وإسرائيل في نهاية 2025
وأوضح أن الإدارة الأمريكية، برئاسة الرئيس ترامب، “تؤكد احترامها للبنان ودعمها الدائم له، وتسعى لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة”، مضيفًا: “أنا ممتن جدًا للرد اللبناني على النقاط التي ناقشناها، وكان ردا مسؤولا يأخذ بعين الاعتبار العديد من القضايا، نحن نعمل على خطة تحتاج إلى حوار جدي، وقد حققنا تقدما كبيرا وأنا راض عنه، لكن لا بد من التطرق إلى كل التفاصيل للوصول إلى حل فعلي”.
كما أشار إلى أن “الحوار بدأ بين سوريا وإسرائيل”، داعيًا لبنان إلى القيام بخطوة مشابهة.
حزب الله يراجع الإستراتيجية الكبرى
وفقًا لوكالة “رويترز” التي نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة، بدأ حزب الله مراجعة استراتيجية كبرى عقب الحرب المدمرة مع إسرائيل، تشمل بحث تقليص دوره كجماعة مسلحة دون تسليم سلاحه بالكامل، وتعكس هذه المناقشات الداخلية الضغوط الهائلة التي تتعرض لها الجماعة المدعومة من إيران منذ التوصل إلى هدنة في أواخر نوفمبر.
تواصل القوات الإسرائيلية قصف المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، متهمة إياها بانتهاك وقف إطلاق النار، وهو ما تنفيه الجماعة، التي تواجه أيضًا ضغوطًا مالية شديدة ومطالب أمريكية بتسليم سلاحها، بالإضافة إلى تراجع نفوذها السياسي منذ تولي حكومة جديدة السلطة في فبراير بدعم أمريكي.
شوف كمان: الخارجية الروسية تحذر من استعداد الاتحاد الأوروبي لصدام عسكري مع موسكو
تفاقمت الصعوبات على حزب الله بسبب التحولات الكبرى في ميزان القوى بالمنطقة، بعد أن قضت إسرائيل على قيادتها وقتلت الآلاف من مسلحيها ودمرت جزءًا كبيرًا من ترسانتها العام الماضي.
ملف سلاح حزب الله
أكد المبعوث الأمريكي إلى لبنان أن المنطقة تمر بمرحلة مفصلية تتطلب تنسيقًا دوليًا حثيثًا، مشددًا على أن إدارة ترامب تعمل على تعزيز السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة، وأشار باراك إلى أن واشنطن ملتزمة بإيجاد حل شامل لملف سلاح “حزب الله”، موضحًا أن ترامب شكّل فريقًا خاصًا لبحث هذا الملف الحسّاس، وكشف في الوقت نفسه عن تلقيه الرد اللبناني الرسمي بشأن نزع سلاح الحزب.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تفرض أي إملاءات على لبنان في هذا الشأن، بل تسعى إلى دعم خيارات اللبنانيين في التغيير والإصلاح، وفي سياق الحديث عن التوتر مع إسرائيل، كشف المبعوث أن إسرائيل تُبدي رغبة في تحقيق السلام مع لبنان، معتبرًا أن الفرصة سانحة لإنهاء النزاع بين تل أبيب و”حزب الله”، مؤكدًا أهمية العمل على إحياء الجنوب اللبناني كجزء من رؤية شاملة للاستقرار والتنمية.