نظمت مديرية العمل بأسيوط ندوة توعوية في مدرسة النصر الخاصة بمركز القوصية، وذلك ضمن خطة مكتب عمل القوصية للتوعية الميدانية، حيث تهدف هذه الندوة إلى تعزيز جهود حماية الأطفال في بيئة العمل، وتنفيذًا لتوجيهات وزير العمل محمد جبران، التي تدعو إلى توعية أصحاب الأعمال بمخاطر عمالة الأطفال والتشريعات المنظمة لها
وفي هذا السياق، صرح الدكتور حازم علي مدير المديرية بأن الندوة تناولت تعريف الطفل وفقًا للقانون، وشرحت القرار الوزاري رقم 215 لسنة 2021 الذي يتعلق بنظام تشغيل وتدريب الأطفال، كما تم استعراض الأعمال الخطرة وأسوأ أشكال عمل الأطفال التي يحظر القانون تشغيلهم بها، وأكد مدير المديرية أن هذه الندوات تهدف إلى تعزيز الوعي لدى أصحاب الأعمال، ودعم جهود الدولة في حماية حقوق الطفل، وتطبيق قانون العمل بما يضمن بيئة آمنة ولائقة للأطفال في جميع القطاعات
وفي هذا السياق، تظل ظاهرة العمالة الخطرة للأطفال واحدة من أكبر التحديات الإنسانية والاجتماعية التي تواجه العالم اليوم، حيث تحرم ملايين الأطفال من حقهم الأساسي في حياة آمنة وصحية، وتعرقل فرصهم في الحصول على التعليم والتنمية الشخصية، هذه الظاهرة ليست مجرد انتهاك لحقوق الطفل، بل تمثل عقبة رئيسية أمام تحقيق التنمية المستدامة التي تسعى إليها الدول والمجتمعات على حد سواء.

مقال مقترح: تحرير أربع محاضر تموينية متنوعة لأصحاب المخابز المخالفة في قوص بقنا
ما هي العمالة الخطرة للأطفال؟
تُعرف العمالة الخطرة للأطفال بأنها أي نوع من العمل الذي يعرض الطفل لخطر جسدي أو نفسي، أو يمنعه من التعليم، أو يؤثر سلبًا على نموه البدني والعقلي والاجتماعي، وتشمل هذه الأعمال العمل في المناجم، المصانع الكيميائية، حمل الأثقال، أو العمل لساعات طويلة في ظروف بيئية سيئة، كما تتضمن استغلال الأطفال في أعمال تهدد سلامتهم أو تهدر كرامتهم، مما يجعلها مخالفة صارخة للاتفاقيات الدولية التي حظرت هذه الممارسات.
الأسباب الجذرية لتفاقم الظاهرة
تتعدد العوامل التي تدفع الأطفال إلى سوق العمل الخطير، ويأتي في مقدمتها الفقر المدقع الذي يدفع الأسر إلى الاعتماد على دخل أطفالها لتلبية احتياجات الحياة اليومية، كما تؤثر ضعف البنية التعليمية وارتفاع تكاليف التعليم في انقطاع الأطفال عن مقاعد الدراسة وتوجههم للعمل
تفاقمت المشكلة أيضًا بفعل النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية التي تؤدي إلى نزوح الأسر وتدمير مصادر رزقها، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للاستغلال في أعمال خطرة، بالإضافة إلى ذلك، يسهم ضعف إنفاذ القوانين وضعف آليات الحماية في استمرار هذه الظاهرة وانتشارها.
شوف كمان: الأقصر تشهد تقدمًا كبيرًا في علاج أمراض السمع من خلال زراعة قوقعة وسمّاعات عظمية
التداعيات السلبية على الأطفال والمجتمع
تتسبب العمالة الخطرة في أضرار جسيمة للأطفال على المستويين الصحي والنفسي، حيث تتعرض أجسادهم الصغيرة لإصابات مزمنة وأمراض ناتجة عن بيئات العمل القاسية، كما تترك الضغوط النفسية والحرمان من التعليم أثرًا عميقًا في تكوينهم العقلي والاجتماعي، مما يقلل من فرصهم في تحسين ظروفهم المستقبلية ويعمق دائرة الفقر
وعلى المستوى المجتمعي، تؤدي هذه الظاهرة إلى خسارة جيل كامل من القدرات البشرية، وتقوض جهود التنمية الشاملة، كما تساهم في استمرار الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي.