أخفقت الجولة الأولى من المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة بين وفدي حركة حماس الفلسطينية والكيان الإسرائيلي في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد تصعيدًا مستمرًا منذ أكثر من 20 شهرًا، حيث سادت أجواء من التوتر والرفض الواضح من الجانب الإسرائيلي، الذي لم يمتلك الصلاحيات الكافية لاتخاذ قرارات حاسمة خلال المحادثات، وفقًا لمصادر فلسطينية مطلعة لوكالة “رويترز”.

مواضيع مشابهة: ترامب يعبر عن استيائه الشديد من بوتين ويعبر عن عدم فهمه لتصرفاته
وأفادت المصادر ذاتها بأن وفد الاحتلال الإسرائيلي حضر المفاوضات بتعليمات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهدف إلى إفشال أي اتفاق محتمل، مما أدى إلى فشل الجولة الأولى من المحادثات.
فشل الجولة الأولى من مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة
في هذا السياق، أكد المحلل السياسي إدريس إحميد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يُظهر أي رغبة في وقف العدوان على غزة، مشيرًا إلى أن المعطيات السياسية الحالية تصبّ في مصلحة سياساته وتمنحه غطاءً للاستمرار في التصعيد.
وسيلة لفرض سياسة الأمر الواقع
وفيما يتعلق بالجبهة الإيرانية، أشار إحميد إلى أن التحركات الإسرائيلية تجاه طهران تأتي في إطار هذا السياق السياسي، خاصة أن نتنياهو يعتبر التصعيد العسكري وسيلة لفرض سياسة الأمر الواقع.
وحول زيارة نتنياهو إلى واشنطن، اعتبر إحميد أن هذه الزيارة، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هدنة لمدة 60 يومًا، تأتي في إطار تنسيق المواقف ومحاولة نتنياهو معرفة حدود الدعم الأمريكي لاستمرار التصعيد، وخاصة فيما يتعلق بإمكانية توجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية.
تسوية الملف الإيراني بالتفاوض
وأشار إلى وجود خلاف محتمل بين نتنياهو وترامب، حيث إن الأخير يفضل تسوية الملف الإيراني بالتفاوض رغم تنفيذ ضربات محدودة، بينما يسعى نتنياهو إلى الحسم العسكري.
من نفس التصنيف: مينا رزق يتولى رئاسة المجلس التنفيذي لـ”الفاو” كأول مصري في هذا المنصب
واختتم إدريس إحميد بالإشارة إلى أن الوفد الإسرائيلي المفاوض لا يملك صلاحية اتخاذ قرار نهائي، في حين قدمت حركة حماس شروطًا مهمة لوقف إطلاق النار، لكن نتنياهو مستمر في المراوغة، وهو ما يُعتبر جزءًا من سياسته الدائمة.