في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي يواجهها العالم، تناولت صحيفة “الجارديان” البريطانية تأثير السياسات البيئية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قدرة الولايات المتحدة في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، وذلك في ضوء الفيضانات المدمرة التي اجتاحت منطقة “هيل كانتري” في ولاية تكساس الأمريكية.

شوف كمان: عيد الأضحى احتفال ديني يجمع ملياري مسلم بتقاليد متنوعة حول العالم
الفيضانات الأخيرة، التي تسببت في دمار واسع النطاق في بعض مناطق تكساس، تُعتبر واحدة من أكثر الكوارث المناخية تدميراً في المنطقة، حيث تجاوزت مستويات المياه في بعض الأماكن حدودًا قياسية، مما أدى إلى إخلاء العائلات ومغادرة العديد من المنازل بسبب الخطر المحدق، ومع تصاعد أزمة المناخ، باتت تكساس واحدة من أكثر الولايات تأثراً بالكوارث المناخية، وعلى رأسها الفيضانات المفاجئة التي تضاعف حجمها بشكل غير مسبوق.
تقليص ميزانيات مراكز النمذجة البيئية
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن كارثة الفيضانات المدمرة في تكساس قد كشفت عن القصور الكبير في القدرة على التنبؤ بالكوارث الطبيعية، الأمر الذي يثير القلق بشأن استعداد الولايات المتحدة لمواجهة الكوارث المستقبلية، ويعود جزء كبير من هذا القصور إلى تداعيات السياسات البيئية التي اتبعتها إدارة ترامب، خاصة فيما يتعلق بتقليص ميزانية مركز النمذجة البيئية، الذي يُعد جزءاً مهماً من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
وتحمل هذه السياسات آثاراً سلبية واضحة على قدرة الحكومة الفيدرالية في تطوير أدوات التنبؤ بالكوارث المناخية القصوى، مثل الفيضانات العارمة، والحرائق البرية، والعواصف المدارية، حيث كان مركز النمذجة البيئية أحد المراكز الرئيسية المعنية بتطوير الأساليب المتقدمة للتنبؤ بالطقس المتطرف، ولكن تقليص ميزانيته وتقليص عدد العاملين فيه خلال سنوات إدارة ترامب أضعف قدرة المركز على تقديم تقارير وتحذيرات دقيقة في الوقت المناسب.
موسم الفيضانات المفاجئة في أمريكا
ولفت التقرير إلى أن شهر يوليو يشكّل ذروة موسم الفيضانات المفاجئة في أمريكا، خصوصًا في منطقة وسط تكساس، التي لطالما عُرفت بخطرها الجغرافي والمناخي.
وعكست الصور الجوية الملتقطة في اليوم التالي للعاصفة حجم الدمار، حيث ظهرت أحياء كاملة وقد غمرتها المياه، كما أظهرت التحليلات الأولية أن كمية الأمطار التي هطلت كانت استثنائية ونادرة الحدوث، حتى بمعايير المناطق المعرضة للفيضانات.
وفي ختام تقريرها، اعتبرت الصحيفة أن الأزمة الحالية تمثل إنذارًا جديدًا بضرورة الاستثمار في البنية التحتية للرصد والتنبؤ، بدلًا من تقليص الموارد الحيوية، خاصة في عصر تتزايد فيه الكوارث الطبيعية بفعل تغير المناخ.
«أمر سخيف».. ترامب يهاجم ماسك بعد إنشاء حزب سياسي جديد
وفي سياق منفصل، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحزب السياسي الجديد الذي أطلقه الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي.
وقال ترامب للصحفيين، أمس قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة: “أعتقد أن تأسيس حزب ثالث أمرٌ سخيف، لطالما كان نظام الحزبين قائمًا، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث سيزيد من الارتباك”
وعلى الصعيد الآخر، نشر ماسك على منصة X خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه أسس حزب أمريكا لتحدي “الحزب الموحد” الجمهوري والديمقراطي، كما انتقد ماسك مرارًا وتكرارًا السياسات الحكومية التي تؤدي إلى زيادة الدين الوطني الأمريكي.
وقال إنه في حين أن الحزب الجديد يدعم مرشحًا رئاسيًا في مرحلة ما، فإن “التركيز خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة سيكون على مجلس النواب ومجلس الشيوخ”.
ماسك يخرج عن المسار
ونشر ترامب على منصته “تروث سوشيال”، “أشعر بالحزن لرؤية إيلون ماسك يخرج عن المسار تمامًا، ويصبح في الأساس حطام قطار على مدار الأسابيع الخمسة الماضية”.
وكان المنشور يستهدف مساعي ماسك لفرض “ولاية السيارات الكهربائية”، قائلاً إنها “ستجبر الجميع على شراء سيارة كهربائية في فترة قصيرة من الزمن”.
ممكن يعجبك: هل هو تدين سياسي أم قناعة شخصية للوجه الديني لدونالد ترامب؟
وأضاف أنه عارض اقتراح ماسك بشأن فرض تفويض على المركبات الكهربائية منذ البداية، موضحًا أسباب حذف مثل هذه المركبات من التشريع.
وقال ترامب: “أصبح من المسموح للناس الآن شراء ما يريدون السيارات التي تعمل بالبنزين، أو السيارات الهجينة وهي تحقق أداءً جيدًا للغاية، أو التقنيات الجديدة عند ظهورها لم يعد هناك تفويض للسيارات الكهربائية”
ويتضمن التشريع زيادة الإنفاق على أمن الحدود والدفاع وإنتاج الطاقة، وهو ما يقابله تخفيضات مثيرة للجدل في برامج الرعاية الصحية ودعم الغذاء.