في تصريحات مثيرة للجدل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن استئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة يعتمد بشكل أساسي على إعادة الثقة بين الطرفين، وأشار بزشكيان في مقابلة حصرية مع الإعلامي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون، التي بثت اليوم الإثنين، إلى أنه لا يمانع في العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن بشرط توفر ضمانات حقيقية، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

اقرأ كمان: زعيم المعارضة الإسرائيلية: الكنيست وصل إلى نهايته بسبب أزمة تجنيد الحريديم
وأوضح بزشكيان: “لا أرى أي مشكلة في العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن السؤال هو: كيف يمكننا أن نثق بالولايات المتحدة مجددًا؟”، وأضاف: “إذا قررنا استئناف المفاوضات، كيف يمكننا أن نضمن ألا تُمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمتنا مجددًا؟”، وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس للغاية، حيث تتصاعد التهديدات الإسرائيلية تجاه إيران على خلفية الملف النووي، مما يزيد من تعقيد أي جهود دولية تهدف إلى استئناف الحوار
تسريبات إعلامية أمريكية
وتأتي تصريحات بزشكيان في ظل تسريبات إعلامية أمريكية عن تحرك دبلوماسي وشيك، إذ أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يستعد للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة النرويجية أوسلو خلال الأسبوع الجاري، لاستئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني.
شوف كمان: سد صيني ضخم يطيل اليوم ويعيد تشكيل الأرض ما القصة؟
ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي من طهران أو واشنطن، فإن هذا اللقاء حال انعقاده سيكون الأول من نوعه منذ أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية على منشآت نووية إيرانية الشهر الماضي.
وفي سياق متصل، أعلنت إيران رسميًا الأسبوع الماضي تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد مصادقة بزشكيان على قانون أقره البرلمان ردًا على الهجمات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
حرب إيران وإسرائيل
وشهدت الحرب، التي اندلعت في 13 يونيو واستمرت 12 يومًا، تصعيدًا غير مسبوق، حيث شنت إسرائيل سلسلة هجمات طالت منشآت عسكرية ونووية، واغتالت عددًا من العلماء الإيرانيين، فيما نفذت القوات الأمريكية ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل إيران.
تعليق التعاون بين إيران ووكالة الطاقة الذرية.
وفي 25 يونيو، بعد يوم من سريان وقف إطلاق النار، صوّت البرلمان الإيراني على قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي كانت تراقب مختلف جوانب البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن هدف القانون هو تأمين الدعم الكامل للحقوق الجوهرية للجمهورية الإسلامية بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لا سيما ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.
وتتهم الدول الغربية وإسرائيل إيران بالسعي لتطوير سلاح نووي، وهي تهمة ترفضها طهران التي تؤكد سلمية برنامجها النووي وأهدافه المدنية، في المقابل، تواصل إسرائيل اتباع سياسة الغموض النووي، رغم تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام التي تشير إلى امتلاكها قرابة 90 رأسًا نوويًا.