في خضم تعقيدات الحرب المستمرة في قطاع غزة، تتركز الأنظار الآن على “مرحلة ما بعد الحرب”، وهي المرحلة التي أصبحت حجر الزاوية في المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، كما أفاد مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى لموقع “واللا” العبري.

ممكن يعجبك: مهرجان كان يتأثر بانقطاع الكهرباء في جنوب فرنسا
تعتبر خطة “اليوم التالي” التي تتفاوض عليها الأطراف المعنية محورية في أي صفقة محتملة، حيث تهدف إلى إدارة قطاع غزة بعيدًا عن هيمنة حركة حماس، مع توفير ضمانات أمنية لإسرائيل لمنع عودة الحركة إلى قوتها العسكرية، وتعتبر إسرائيل هذه الخطة ضرورية لتفادي تكرار سيناريو مشابه لما حدث في لبنان مع حزب الله، حيث توجد حكومة مدنية شكلية إلى جانب هيكل عسكري لحزب الله يعمل في السر.
مقاربة إسرائيلية جديدة: تجنب هيمنة حماس العسكرية
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان لتجنب سيناريو يتعايش فيه “حكومة غير تابعة لحماس” إلى جانب “ذراع عسكري خفي” للحركة، في هذا السياق، من المتوقع التركيز على إيجاد حكومة مدنية تتماشى مع المصالح الإسرائيلية والغربية، بينما يتم تعطيل أو تقييد قدرة حركة حماس على إعادة بناء قوتها العسكرية داخل القطاع.
مناورات سياسية وتغيرات في المواقف الإسرائيلية
في تطور مهم، أبدت إسرائيل مرونة نسبية في أحد أبرز مطالبها المتعلقة بطرد كبار قادة حركة حماس، حيث كانت إسرائيل في البداية تطالب بطرد جميع كبار قادة حماس من قطاع غزة، لكنها خففت من هذا الشرط مؤخرًا، وأصبحت تقبل بإجراء “رمزي” يشمل عددًا محدودًا من قادة الجناح العسكري، وفي تعليق ساخر، نقل موقع “واللا” عن مسؤول إسرائيلي قوله: “لم يتبقَّ الكثير من كبار قادة حماس في غزة، لن نحتاج سفينة لنفيهم، قارب صغير يكفي”
مواضيع مشابهة: إيران تبدأ مناورات عسكرية قبل موعدها المحدد تحسباً لهجوم إسرائيلي محتمل
تشير هذه التغييرات في الموقف الإسرائيلي إلى تراجع في المطالب التي كانت تعتبر ضرورية في بداية المفاوضات، مع رغبة واضحة في الوصول إلى حل يمهد الطريق لاستقرار أكبر في المنطقة.
تفكيك حركة حماس
في المقابل، تواصل إسرائيل الإصرار على تفكيك كامل للجناح العسكري للحركة، لكنها تبدي انفتاحًا على خيار “العفو” عن مقاتلين يسلمون أنفسهم ويلقون السلاح.
نتنياهو يرفض حماس والسلطة معًا.. والبديل غير جاهز
لا يخفي رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه القائل “لا مكان لحماس في غزة بعد الحرب، ولا قبول بعودة السلطة الفلسطينية أيضًا”، وبدلاً من ذلك، يدفع باتجاه إدارة عربية مؤقتة للقطاع من خلال شخصيات فلسطينية محلية “غير محسوبة” على أي من الطرفين، لكن هذا التصور يلقى معارضة من الدول العربية التي تشترط مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية ووجود أفق سياسي واضح للحل النهائي.
حتى اللحظة، لا يزال الموقف الأمريكي من هذه الرؤية غامضًا، رغم الحراك الدبلوماسي المكثف، خاصة مع توجه المبعوث الأمريكي إلى الدوحة في إطار الوساطة المستمرة.
صفقة الرهائن.. وبدائل إسرائيل لإنهاء الحرب
رفض رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، قبيل توجهه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، تعديلًا اقترحته حركة حماس على صفقة تبادل الأسرى بشأن الانسحاب وتحمل الأمم المتحدة مسؤولية إرسال المساعدات الإنسانية، مما ألقى بظلاله على مسار التهدئة.
في الداخل الإسرائيلي، ناقش المجلس الوزاري المصغر مؤخرًا خريطة العمليات العسكرية الجارية في غزة، وأبرزها التحركات في مدينة غزة والمخيمات المركزية، إلى جانب توسيع توزيع المساعدات الإنسانية، ضمن ما يُعرف بخطة “عربات جدعون”.
وفق “واللا” العبري، عرض رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني على القيادة السياسية ثلاثة سيناريوهات محتملة لإنهاء العملية:
- 1. احتلال كامل للقطاع
- 2. تطويق المناطق المركزية في غزة
- 3. التوصل إلى صفقة تبادل رهائن مقابل وقف إطلاق النار في غزة
اقرأ كمان: إيران تخطط لاستهداف القواعد الأمريكية في حال انضمام واشنطن للحرب