علّق الخبير الاقتصادي أحمد جمال الدين على قرار إلغاء جلسة التداول في البورصة المصرية صباح الثلاثاء، بسبب تعطل خدمات الاتصالات الناتجة عن حريق سنترال رمسيس، حيث أكد أن هذه الخطوة تعكس هشاشة في البنية التحتية الرقمية وتُشكل إنذارًا حقيقيًا بشأن جاهزية الأسواق للتعامل مع الأزمات المفاجئة.
من نفس التصنيف: مصر تنضم لنادى الكبار بفضل طاقة الرياح في التحول الأخضر
وأوضح جمال الدين في تصريح خاص لـ «نيوز رووم» أن إلغاء التداول ليوم واحد لا يُعتبر كارثيًا من الناحية الاقتصادية، لكنه يحمل رسائل مقلقة للمستثمرين المحليين والدوليين، خاصة في ظل حالة الترقب التي يعيشها السوق المصري بسبب التحديات الاقتصادية الحالية وتراجع مستويات السيولة.
وأضاف أن ما حدث يعكس أن سوق المال ما زال مرهونًا بالعوامل الفنية واللوجستية، وأن غياب خطة طوارئ بديلة واضحة لسيناريوهات انقطاع الاتصال قد يخل بمبدأ العدالة والشفافية في التداول.
البورصات العالمية الكبرى تمتلك أنظمة تشغيل احتياطية
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن البورصات العالمية الكبرى تمتلك أنظمة تشغيل احتياطية وتعمل عبر مراكز بيانات متعددة لضمان استمرارية التداول حتى في أقصى الظروف الطارئة.
كما أشار إلى أن البورصة المصرية تحتاج إلى مراجعة بنيتها التكنولوجية بالكامل، خاصة في ظل تحول الدولة نحو الرقمنة والاعتماد على التداول الإلكتروني.
دعا جمال الدين إلى إصدار تقرير فني عاجل من إدارة البورصة يوضح حجم العطل وأسبابه، وآليات التعامل معه مستقبلًا، لتطمين المستثمرين وتعزيز الشفافية، مضيفًا أن ما يُقلق المستثمرين ليس الحادث ذاته، بل غياب التصور حول سيناريوهات الاستجابة المستقبلية.
مقال له علاقة: خبير يكشف عن تأثير محدود لحريق سنترال رمسيس وفجوة رقمية في خطط الطوارئ
وأكد جمال الدين أن السوق قد يشهد تذبذبًا في أول جلسة لاحقة نتيجة تراكم أوامر البيع والشراء، لكنه رجّح أن يكون التأثير محدودًا حال عودة التداول في أسرع وقت، داعيًا المستثمرين إلى التريث وعدم اتخاذ قرارات انفعالية.
أتي قرار البورصة بإلغاء جلسة التداول اليوم على خلفية الحريق الذي وقع أمس في سنترال رمسيس، والذي أسفر عن تعطل خدمات الإنترنت والاتصالات في عدد من المناطق، ما أثر بشكل مباشر على قدرة المستثمرين وشركات السمسرة على تنفيذ العمليات بشكل طبيعي، ومن ثم، ارتأت إدارة البورصة أن تعليق التداول.
أعلنت البورصة المصرية تعليق التداول في مستهل تعاملات الثلاثاء، مشيرة إلى اضطرابات مستمرة تؤثر على قدرة شركات السمسرة على التواصل بكفاءة عبر نظام التداول، وذلك بعد يوم من اندلاع حريق في مركز رئيسي لخطوط البيانات والاتصالات في القاهرة هو سنترال رمسيس.
حريق سنترال رمسيس
وذكر بيان للبورصة أنه في ضوء المستجدات الأخيرة، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة والجهود الكبيرة من كافة الأطراف لتهيئة بيئة مناسبة للتداول، وأن تتمكن شركات السمسرة من التواصل بالكفاءة المطلوبة مع كافة أطراف منظومة التداول، وحرصًا من البورصة المصرية على مصالح كافة الأطراف وعلى تكافؤ الفرص بين المتعاملين، فقد تقرر تعليق التداول بالبورصة اليوم الثلاثاء الموافق الثامن من يوليو.