بعد العملية العسكرية في بيت حانون بشمال قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 6 جنود إسرائيليين وإصابة نحو عشرين آخرين من جيش الاحتلال، تزايدت التساؤلات حول تأثير هذا الحدث الأمني على لقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

مقال مقترح: هل محاولة استهداف أحمد الشرع اغتيال مؤجل أم شائعة مدبرة؟
البيت الأبيض نشر عبر منصة إكس صورة لنتنياهو مع لوحة مرسومة تتعلق بمحاولة اغتيال ترامب، مكتوبًا فوقها وبجانبها علم إسرائيل “قاتلوا قاتلوا”، ما يعكس استمرار الصراع في قطاع غزة وصعوبة الوصول إلى هدنة.
زيارة نتنياهو لترامب وبيت حانون
في هذا السياق، أفادت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، بأن استهداف الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة له تأثيرات سلبية على المدنيين الفلسطينيين، وأوضحت أن حكومة الاحتلال الحالية، ذات التوجه اليميني المتطرف، مصممة على القضاء على حركة حماس بالكامل وليس تقليص نفوذها فحسب.
وأكدت الدكتورة تمارا حداد، في تصريح خاص لـ “نيوز رووم”، أن اللقاء الذي جمع بين نتنياهو وترامب عكس توافقًا تامًا بين الجانبين على ضرورة استمرار العمليات العسكرية ضد حماس، مشيرة إلى أن أي اتفاق لتهدئة لن يُعلن إلا في حال موافقة الحركة على نزع سلاحها ونفي قياداتها وإنهاء حكمها في القطاع.
تمارا حداد: نتنياهو خلال لقاءه بترامب أكد رفضه إقامة الدولة الفلسطينية
وأضافت حداد أن تصريحات نتنياهو خلال الاجتماع كانت واضحة بشأن الدولة الفلسطينية، حيث أكد رفضه القاطع لإقامتها، مشيرة إلى أن إدارة ما بعد الحرب في قطاع غزة ستكون بيد الفلسطينيين المسالمين، شريطة ألا يمثلوا تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي، وألا تكون الإدارة مرتبطة بأطراف تُعتبر “إرهابية” من وجهة نظر إسرائيل.
وأوضحت أن هذا يعني فعليًا انتهاء أي فرصة لعودة حماس إلى الحكم في غزة، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار العمليات العسكرية حتى يتم القضاء على وجود الحركة بالكامل، بالإضافة إلى إنشاء منطقة إنسانية في رفح لفصل المدنيين عن مناطق نفوذ حماس، خاصة الساحل، حيث تظن إسرائيل أن القيادات العسكرية للحركة متواجدة هناك.
وتابعت حداد: “من يرغب في مغادرة القطاع سيتم السماح له عبر معبر رفح، أما من يبقى، فعليه أن يكون تحت الحكم الفلسطيني السلمي”، مشددة على أن معادلة الإعمار القادمة ستكون مرتبطة بنزع سلاح حماس وإنهاء حكمها
وأكدت الباحثة السياسية: “بعد لقاء نتنياهو وترامب، أصبحت الأمور أكثر وضوحًا، لا حكم لحماس، لا سلاح، فقط شعب مسالم، من يختار البقاء فليبقَ، ومن يرغب في الرحيل فله ذلك طوعًا، أما المقاومة الحالية، فلن تُنتج شيئًا في ظل هذه المعادلة الصارمة”
شوف كمان: عراقجي: الأضرار التي تسبب بها القصف الأمريكي في موقع فوردو النووي الإيراني
واختتمت الدكتورة تمارا حداد بالقول: “إن الفكر السياسي لليمين الإسرائيلي الحالي يختلف جذريًا عن عهد أرييل شارون، إذ تعتبر هذه الحكومة المتطرفة أن غزة جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وتسعى إلى فرض سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على القطاع، مقابل إدارة فلسطينية مدنية “سلمية”، قد تكون بغطاء من السلطة الفلسطينية أو عبر أطراف محسوبة عليها”