جمال عبدالرحيم يتحدث عن حريق رمسيس ويشير إلى عدم استفادتنا من الدروس السابقة على مدار 35 عاماً
عبّر الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، عن حزنه العميق لفقدان أرواح ضحايا حريق سنترال رمسيس الذي وقع أمس، وأسفر عن استشهاد أربعة موظفين بالإضافة إلى العديد من المصابين، مما أدى أيضًا إلى شلل شبه تام في خدمات شركات الاتصالات والبنوك.

من نفس التصنيف: القبض على شخصين في قنا بحوزتهما مخدرات وسلاح وذخيرة
ونشر عبدالرحيم منشورًا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث قارن فيه بين هذه الحادثة ومأساة حريق عمارة جلوباس بميدان الاتحاد بالمعادي الذي وقع قبل نحو 35 عامًا، في العام 1990 تقريبًا.
حادثة عمارة جلوباس
وأوضح في منشوره أن النيران في حادثة عمارة جلوباس بدأت من شقة في الطابق الثامن، وامتدت بسرعة إلى الطوابق العليا، مما اضطر السكان إلى الهروب إلى سطح العقار، وبعضهم ألقوا بأنفسهم من الطابق الرابع عشر هربًا من النيران، في مشاهد مأساوية تقشعر لها الأبدان، خاصة مع فشل قوات الحماية المدنية في إنقاذهم، مما أدى إلى وفاة عدد كبير من السكان.
شوف كمان: حملة جديدة في مواقف السرفيس للتوعية بأضرار المخدرات من خلال القيادة الآمنة
واختتم عبدالرحيم قائلاً: “يبدو أننا لم نستوعب الدرس رغم مرور 35 سنة على حريق عمارة جلوباس بالمعادي.. رحم الله شهداء ضحايا الحرائق وحوادث الطرق الأبرياء”
يُذكر أن حريق سنترال رمسيس أحدث تداعيات واسعة أثرت على قطاع الاتصالات والبنوك، وأثارت جدلًا كبيرًا حول أسباب الحادث وإجراءات الوقاية والسلامة.
نقطة محورية وحيوية
وفي السياق ذاته، قال المهندس مصطفى رحيم، خبير النظم والمعلومات والتسويق الرقمي، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إن الحادث يُعتبر نقطة محورية وحيوية في منظومة الاتصالات المصرية، واصفًا إياه بـ”القلب النابض” الذي ترتبط به العديد من الخدمات الرقمية، بما في ذلك الاتصالات الأرضية والإنترنت والمرافق الإلكترونية المرتبطة بالبنوك والمطارات.
تفاصيل حول الانقطاع.
وأوضح المهندس رحيم، خلال تصريحاته لقناة “إكسترا نيوز” أن الانقطاع الذي حدث لم يكن كليًا، بل جزئيًا، وهو ما يفسر استمرار عمل بعض التطبيقات والخدمات لدى المواطنين في عدة مناطق، قائلاً: “لو كانت الأزمة شاملة، لما تمكن أحد من استخدام الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي”
وأشار إلى أن الأضرار الفنية التي لحقت بالسنترال أثرت على عدد من المناطق والخدمات، من بينها بعض المطارات والبنوك، إلا أن العمل جارٍ حاليًا على إصلاح التلفيات في أسرع وقت ممكن، مشددًا على أن “الأزمة رغم حجمها، إلا أنها ساعدت على كشف نقاط الضعف التي يجب التعامل معها فورًا”.
وأكد رحيم، أن الحادثة الأخيرة كانت بمثابة إنذار واضح بضرورة التحرك نحو تطوير شامل للبنية التحتية، مضيفًا أن وزارة الاتصالات بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات فعلية لإنشاء بنية رقمية بديلة وربط شبكي حديث لضمان استمرارية الخدمة حال حدوث أعطال مستقبلية.
ونوّه، إلى أن الدولة لا تعتمد فقط على سنترال رمسيس، لكن أهمية هذا السنترال تكمن في حجم الربط الذي يتيحه للعديد من الخدمات، مشيرًا إلى أن التنويع في مصادر الاتصال وإنشاء نقاط بديلة أصبح ضرورة حتمية، وهو ما تعمل عليه الوزارة حاليًا.
تأثير الأزمة على المواطنين
وفيما يتعلق بتأثير الأزمة على المواطنين، دعا رحيم إلى اتخاذ بعض الاحتياطات الشخصية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على المعاملات البنكية الإلكترونية، موضحًا أن من الأفضل أن يحتفظ الأفراد بمبالغ نقدية صغيرة تحسبًا لأي طارئ قد يعطل الوصول إلى الخدمات الرقمية، إلى أن تستقر المنظومة.
وأشار إلى أن بعض البنوك تأثرت مؤقتًا بتحويلات المعاملات، لكن الأمور تعود تدريجيًا، مع توقعات بعودة الخدمات كافة خلال فترة وجيزة، نظرًا لتكثيف الجهود الحكومية والفنية لمعالجة الموقف.
وختم تصريحه بالإشارة إلى تصريحات محافظ القاهرة بشأن تشكيل لجنة هندسية لفحص الأجزاء المتضررة من المبنى الذي يضم السنترال، موضحًا أن “العطل ليس كارثيًا أو معقدًا هندسيًا”، وأنه يمكن التعامل معه فنيًا في فترة قصيرة، قائلاً: “لو كان الأمر أكبر من ذلك، لتضررت خدمات حيوية كثيرة بشكل شامل