هل يكشف حريق سنترال رمسيس عن ضعف نظام الشبكات في مصر؟ اكتشف التفاصيل

أثار الحريق الذي اندلع مؤخرًا في سنترال رمسيس حالة من الجدل بين المواطنين، خاصة مع الانقطاع المفاجئ لبعض خدمات الاتصالات والإنترنت، حيث تزايدت التساؤلات حول: هل كشف الحريق عن هشاشة نظام الشبكات في مصر؟، وشهدت خدمات الاتصالات اضطرابًا كبيرًا نتيجة الحريق، مما أثر بشكل ملحوظ على شبكات الهاتف المحمول والخطوط الأرضية، بالإضافة إلى حدوث خلل جزئي في بعض خدمات التحويلات المالية الإلكترونية المعتمدة على البنية الشبكية.

هل يكشف حريق سنترال رمسيس عن ضعف نظام الشبكات في مصر؟ اكتشف التفاصيل
هل يكشف حريق سنترال رمسيس عن ضعف نظام الشبكات في مصر؟ اكتشف التفاصيل

في هذا التقرير، نستعرض معكم متابعي وقراء موقع «نيوز رووم» الإخباري، أبرز ما كشفت عنه أزمة حريق سنترال رمسيس من تساؤلات حول جاهزية شبكات الاتصالات في مصر، وردود الجهات الرسمية، ورأي الخبراء حول مستقبل البنية التحتية الرقمية، إضافة إلى خطوات التعافي والتعويضات المقررة للعملاء المتضررين من توقف الخدمات.

هل كشف حريق سنترال رمسيس عن هشاشة نظام الشبكات في مصر؟

أدى الحريق الذي وقع داخل مبنى سنترال رمسيس إلى اضطراب كبير في منظومة الاتصالات، حيث تأثرت شبكات الهواتف المحمولة والخدمات الأرضية بشكل ملحوظ، كما شهدت بعض المعاملات المالية الإلكترونية المرتبطة بالبنية التحتية للشبكات تباطؤًا وتعطلاً جزئيًا في بعض المناطق.

وشهدت عدة مناطق في البلاد تراجعًا ملحوظًا في جودة شبكة الهاتف المحمول، حيث أبلغ عدد من المستخدمين عن انقطاع الاتصال خارج نطاق شبكاتهم الخاصة، فتمكن عملاء “وي” من إجراء مكالمات داخل شبكتهم فقط، مع عجز واضح عن التواصل مع مستخدمي الشبكات الأخرى.

سنترال مركزي

ردًا على تساؤل «هل كشف حريق سنترال رمسيس عن هشاشة نظام الشبكات في مصر؟»، أكد مسؤول بارز في قطاع الاتصالات أن مركز سنترال رمسيس يعد من أهم المحاور الحيوية للبنية التحتية للاتصالات في مصر، حيث تعتمد عليه العديد من الشبكات لتقديم الخدمات إلى محافظات ومناطق واسعة، مما يجعل أي عطل فيه يتسبب في تأثيرات واسعة النطاق على جودة واستمرارية الخدمات المقدمة.

وأوضح المصدر أن بعض المناطق تعرضت لانقطاعات متفرقة وضعف في جودة خدمات الاتصالات، لا سيما في التواصل بين الشبكات المتنوعة، مشيرًا إلى أن مركز سنترال رمسيس يلعب دورًا محوريًا، ومن المتوقع أن تستمر هذه التأثيرات لفترة مؤقتة حتى يتم التعامل مع الأزمة بالكامل واستعادة استقرار الخدمة.

أدى الحريق إلى تعطيل مجموعة من الدوائر الفنية الحيوية، من بينها دوائر الشورت لاين التي تربط الكابلات بشكل مباشر، بالإضافة إلى دوائر الـSIP التي تدير المكالمات الصوتية عبر الشبكات الرقمية، مما تسبب في انقطاع جزئي لخدمات الاتصال والبيانات لدى عدد من مزودي الخدمة.

لفت المصدر إلى أن خدمات الإنترنت التابعة لشركة فودافون تعرضت لانقطاعات واضحة في عدة مناطق، في حين واجه مستخدمو شبكات وي، أورنج، وفودافون مشكلات ملحوظة في إجراء المكالمات الصوتية، خاصة في بعض أحياء القاهرة الكبرى.

وشهدت خدمات الإنترنت الثابتة اضطرابات ملحوظة، حيث تعرضت بعض المناطق إلى بطء شديد في السرعة أو انقطاع كامل، خاصة تلك التي تعتمد على الربط عبر سنترال رمسيس، نتيجة الضغط الفني الكبير ونقص أنظمة الدعم الاحتياطية الكافية.

وأكد أن أنظمة الدفع الإلكتروني والمحافظ الذكية عبر الهاتف المحمول تأثرت أيضًا، حيث واجه المستخدمون صعوبات واضحة في إجراء المعاملات المالية، نتيجة انخفاض جودة الشبكة أو توقف الخدمة تمامًا، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني طلبت فصل التيار الكهربائي بالكامل عن السنترال كإجراء وقائي لتأمين موقع الحريق، وتمكين فرق الإطفاء من التدخل بأمان.

وأشار إلى أن عمليات تقييم الأضرار ستبدأ فقط بعد السيطرة التامة على الحريق وضمان أمان المكان، حيث ستتمكن الفرق الفنية المختصة من الدخول لإجراء الفحوصات اللازمة والصيانة المطلوبة بدقة.

وعقب وقوع الحادث، شدد المختصون على أهمية رفع مستوى جاهزية شبكات الطوارئ، مع توفير قنوات احتياطية لضمان استمرار الخدمة، إضافة إلى ضرورة تطوير البنية التحتية في السنترالات الرئيسية مثل رمسيس، بهدف منع وقوع أعطال مشابهة قد تؤثر على استقرار الخدمات الحيوية التي يعتمد عليها عدد ضخم من المستخدمين.

تعويض المتضررين

أفاد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بوقوع حريق في إحدى غرف المعدات داخل سنترال رمسيس، مما تسبب في توقف مؤقت لبعض خدمات الاتصالات في مناطق متعددة.

وأكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في بيان رسمي أن فرق الدفاع المدني تتعاون بشكل وثيق مع الطواقم الفنية في الشركة المصرية للاتصالات للسيطرة على الحريق، وأوضح البيان أن التيار الكهربائي تم قطعه بالكامل عن سنترال رمسيس كإجراء احترازي للحفاظ على سلامة العاملين وحماية المعدات الحيوية.

وأشار البيان إلى أن عمليات استعادة الخدمة مستمرة بشكل تدريجي خلال الساعات القادمة، بالتوازي مع إجراء جرد شامل لتحديد حجم الأضرار والخدمات والعملاء المتأثرين بدقة.

كما شدد الجهاز على التزامه الكامل باتخاذ كافة الخطوات اللازمة لضمان سرعة إعادة تشغيل الخدمات وتعويض المستخدمين المتضررين، مضيفًا أن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتابع الموقف بشكل مباشر مع الجهات المختصة لضمان السيطرة الفورية وتقليل تأثير الحادث على المواطنين.

ضرورة محاسبة المقصرين

أكد مصدر مطلع في قطاع الاتصالات، أن تعويض العملاء المتضررين من حادث الحريق سيكون حتميًا، مشيرًا إلى أنه في حال ثبوت أي تقصير أو إهمال، ستطبق العقوبات المالية على “الشركة المصرية للاتصالات” حسب اللوائح المعمول بها، موضحًا أن تقييم حجم الأضرار سيبدأ فور السيطرة التامة على الحريق والتأكد من أمان موقع السنترال، لتتمكن الفرق الفنية المختصة من الشروع في عمليات الإصلاح والتجديد.

جزاءات لتحسين الجودة

وتأتي هذه الحادثة في وقت يُطبق فيه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات نظامًا جديدًا للجزاءات تم اعتماده نهاية العام الماضي، ووقعت عليه جميع شركات المحمول الـ4 العاملة في السوق المصري، وينص هذا النظام على إلزام الشركات المخالفة بمعايير الجودة باستخدام ضعف قيمة الغرامات المالية المقررة، تحت إشراف الجهاز، في تعزيز التغطية وتحسين جودة الخدمات في المناطق المتأثرة بدلاً من دفع الغرامات نقدًا.

وتهدف هذه الإجراءات إلى رفع مستوى الخدمة بشكل مباشر وضمان استفادة المواطنين، خصوصًا في المناطق التي تواجه مشاكل مستمرة في الشبكة أو انقطاعات متكررة.

في مارس 2024، قرر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات توقيع غرامة مالية على شركة فودافون بلغت 20.5 مليون جنيه، إثر حدوث خلل فني أدى إلى انقطاع خدمات الجيل الرابع لفترة امتدت لعدة ساعات.

كما فرض الجهاز على الشركة تعويضات مالية للعملاء المتأثرين، استنادًا إلى نظام الجزاءات والتعويضات الجديد الذي أقره الجهاز، والذي يهدف إلى ضمان حقوق المستخدمين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لتحقيق تجربة اتصال أكثر موثوقية وتطورًا.