كشف الدكتور محمد اليمني، الباحث المتخصص في الشئون العربية والدولية، عن أسباب التعامل الحذر لمصر مع الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، حيث تسعى سوريا لإعادة علاقاتها مع الدول العربية، وقد تحسنت بالفعل علاقاتها مع الخليج ومعظم الدول، كما أعلنت هيئة الطيران المدني السوري عن استئناف تشغيل الرحلات الجوية المباشرة مع ليبيا عبر الخطوط الجوية السورية، بعد توقف دام لأكثر من 10 سنوات بسبب الظروف الأمنية والسياسية.

من نفس التصنيف: نفوق جماعي للماشية في مزرعة بسرابيوم بالإسماعيلية نتيجة مبيد سام
أسباب تعامل مصر الحذر
قال “اليمني” إنه منذ مجيء الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع بعد سقوط نظام بشار الأسد، كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي تتعامل بحذر شديد مع هذه الحكومة الانتقالية لأسباب متعددة، أبرزها أن هذه الحكومة تتكون من خلفية تنتمي للجماعات المتطرفة، بينما كانت مصر تعاني من الإرهاب حتى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في 2014، حيث وقف الجيش المصري بالمرصاد لهذه الجماعات.
شوف كمان: مصر تتولى رئاسة المجلس التنفيذي لـ “الفاو” في إنجاز يعكس جهود الدولة في الزراعة
وأشار الباحث المتخصص في الشئون العربية والدولية في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”، إلى أن الوضع ما زال متأزمًا في سوريا، وكأن هناك تصفية حسابات مع بعض الطوائف في الداخل السوري، وما حدث مع الدروز وبعض الشيعة، لافتًا إلى أن هذه التفرقة العنصرية والعرقية والدينية كانت سببًا رئيسيًا في التعامل الحذر.
وأضاف الدكتور محمد اليمني أن مصر تتعامل مع معظم الدول في الفترة الأخيرة بأسلوب دبلوماسي رفيع، وإذا كان هناك ضرورة لأخذ الحذر في بعض الأمور، فإنها تتصرف بقوة شديدة، متابعًا: “وهنا أتحدث عن المثلث الحدودي وما يحدث فيه في الآونة الأخيرة”.
وتابع: “ربما بعد الاعتراف الدولي واعتراف الولايات المتحدة، وحث أمريكا معظم الدول على الاعتراف بهذه الحكومة، ومحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا مثل قانون قيصر، من أجل تسهيل الأمور في سوريا وتحقيق الاستقرار، ولكن هذا الأمر قد يستغرق وقتًا طويلًا، وما زال الانقسام مستمرًا على الساحة”.
علاقات قوية ومتينة
وفي ختام تصريحاته، قال “اليمني”: “العلاقة المصرية السورية قديمًا كانت علاقة قوية ومتينة، حيث وقف الجيشان السوري والمصري بالمرصاد في 6 أكتوبر 1973 عندما حققت مصر انتصارها على الكيان الصهيوني”.