مع تصاعد الآمال بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أعلن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن عدد النقاط الخلافية بين إسرائيل وحركة حماس قد انخفض من أربع إلى نقطة واحدة فقط، مما يبعث على التفاؤل بإمكانية الوصول إلى اتفاق نهائي قبل نهاية الأسبوع، وهو ما يعيد الأمل في وقف النزيف الدموي في القطاع.

شوف كمان: حريق ضخم يندلع في كنيس يهودي بأستراليا.. تفاصيل الحادث
“محور موراغ”: شريط أرض يُهدد التفاهم
تدور الخلافات المتبقية حول إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بسيطرتها على “محور موراغ”، وهو شريط ضيق من الأرض يقع جنوب غزة بمحاذاة الحدود المصرية ويمتد جنوب خان يونس، حيث تصر تل أبيب على إبقاء قواتها في هذه المنطقة حتى بعد تنفيذ وقف إطلاق النار، ما تراه حماس خرقاً لأي سيادة فلسطينية ورفضاً واضحاً لشروط التهدئة.
وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المنطقة بـ”فيلادلفيا 2″ في إشارة إلى المنطقة العازلة السابقة بين غزة ومصر، مؤكداً أنها تشكل خط الدفاع الأخير لمنع إعادة تسلح حماس عبر الأنفاق.
نتنياهو: لا تراجع عن الحسم العسكري
بعد لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أكد نتنياهو تمسكه الكامل بالقضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحماس، حيث قال في تصريح مسجل: “لن نتراجع ولو للحظة، هذا الهدف يمكن تحقيقه بفضل الضغط العسكري المتواصل”.
وأشار إلى أن هذا المسار يكلف إسرائيل “ثمناً باهظاً” بسقوط جنودها، لكنه اعتبر أن تحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى والقضاء على البنية التحتية لحماس، لا بديل عنه.
ويأتي هذا الموقف الحازم بعد الاجتماع المطوّل بين نتنياهو وترامب الذي استغرق نحو ساعة ونصف، ورغم عدم كشف تفاصيل اللقاء، تؤكد مصادر دبلوماسية أن ملف غزة كان محور النقاش، خاصة في ظل المساعي الأمريكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
مواضيع مشابهة: ترامب يفكر في تعويض إيران بـ 30 مليار دولار مقابل برنامج نووي سلمي
تعد هذه الزيارة الثالثة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ إعادة انتخاب ترامب، ولقاءه الثاني بالرئيس الأمريكي خلال 24 ساعة فقط، مما يبرز الزخم الدبلوماسي المكثف خلف الكواليس لإتمام الاتفاق.
هل يُطيح “محور موراغ” بفرصة السلام؟
مع تقلص الخلافات إلى نقطة واحدة، يبقى مصير “اتفاق غزة” رهينة معركة الإرادات بين تمسك إسرائيل بالوجود العسكري وتشبث حماس بالسيادة على الأرض، فهل ستنجح الوساطة الأمريكية في تذليل عقبة “محور موراغ” أم ستعود لغة الحرب لتغلب على صوت الاتفاق؟