طرح الباحث السياسي سامح عسكر رؤية جديدة حول أسباب الكارثة التي نعيشها، حيث اعتبر أن “العمارة الباردة” المستوردة من الغرب والاتحاد السوفيتي السابق، التي سيطرت على تصميم المباني في مصر منذ قرن، هي السبب الخفي وراء تفاقم الكارثة.

مقال له علاقة: خبير يكشف حقائق مثيرة حول لعنة نقل قناع الملك توت عنخ آمون
وأوضح عسكر، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “مصر تعيش فعليًا كارثة مصدرها العمارة الباردة، وهي السبب الرئيسي في حريق سنترال رمسيس، فمصر منذ بداية القرن العشرين، وزاد الأمر خلال الحقبة الناصرية، وتفاقم أكثر في عصور مبارك والسادات، كانت تبني عمارتها، سواء كانت مؤسسات أو عقارات، بطريقة تناسب البيئة الباردة الأوروبية والروسية، وهي أبنية شاهقة متعددة الطوابق ذات أسقف منخفضة”.
عسكر: البيئة المصرية الحارة تتطلب أبنية بسيطة
وأضاف: “بينما البيئة المصرية الحارة تتطلب أبنية بسيطة ذات أسقف مرتفعة، مصممة بعزل حراري باستخدام مواد وطرق هندسية، أو بفتحات تهوية، أو قباب في المنتصف تعمل على امتصاص الهواء الساخن، وهذا هو ما يناسب البيئة المصرية الحارة، لكن على مدار المئة عام الماضية، كانت مصر تقلد أوروبا وروسيا بسبب انتشار أفكار تقليدية لهاتين الجهتين، فالرأسماليون أرادوا تقليد أوروبا، والاشتراكيون أرادوا تقليد روسيا، والنتيجة كانت أبنية مناسبة للبيئة الباردة فقط، مما أدى إلى تسخين العقارات والمنازل المصرية، وحتى مع وجود التكييف، لم تحل المشكلة، بل زاد من استهلاك الطاقة الكهربائية للتكييف وعدم القدرة على تبريد المبنى بالكامل.
ممكن يعجبك: أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2025 في كفر الشيخ بعد اعتمادها
مصر حرفيًا تعيش كارثة مصدرها العمارة الباردة، وهي السبب الأساسي في حريق سنترال رمسيس.
فماذا يعني ذلك؟
منذ بداية القرن العشرين، وزاد الأمر خلال الحقبة الناصرية، وتفاقم أكثر في عصور مبارك والسادات، كانت مصر تبني عمارتها، سواء كانت مؤسسات أو عقارات، بطريقة تناسب البيئة….
— سامح عسكر (@sameh_asker).
وتابع عسكر: “منازل المصريين قديمًا كانت مصممة لتناسب البيئة الحارة، سواء باستخدام مواد طينية، أو بأسقف مرتفعة، أو بفتحات تهوية كثيرة، أو بقباب في الوسط وفناءات واسعة، وهذا ساهم في تقليل مستوى الحرائق قديمًا في المنازل، وحصرها فقط في المحاصيل والغلال ومخازنها”.
واختتم الباحث السياسي سامح عسكر تغريدته قائلًا: “ما حدث في سنترال رمسيس وما يحدث في غيره من العقارات والأبنية سببه هذه المشكلة، وهي أن المبنى نفسه ساخن، ولا توجد فتحات تهوية مناسبة أو سقف عالي يمتص الحرارة، فمن الطبيعي في ظل ارتفاع الحرارة والرطوبة الحالية بفصل الصيف أن يحدث أي شيء، ولا أريد أن أتكلم عن تأثير هذه الأبنية على مزاج المصريين وأفكارهم، لأنها جزء من الكارثة التي نعيشها منذ أكثر من قرن، وتأثيرها طال معظم مناحي الحياة”.