في واحدة من أغرب فصول الحرب على غزة، تداول نشطاء ومصادر إعلامية اتهامات للجيش الإسرائيلي بسرقة غير تقليدية هذه المرة، ليست أراضٍ ولا بيوت، بل حمير.

ممكن يعجبك: إيران تهاجم إسرائيل بصواريخ وصفارات الإنذار تعلو في تل أبيب والقدس
الحمير لم تسلم من الحرب
لم تسلم حتى الحمير من “الاستهداف العسكري”، إذ تم توثيق قيام جنود وضباط إسرائيليين بجمع عشرات وربما مئات الحمير من شوارع القطاع، بحجة أنها “تعبانة ومهمَلة” وتحتاج إلى “إنقاذ”، لكن فجأة… صارت هذه الحمير “لاجئات” في مزرعة فرنسية تحمل اسمًا دراميًا: “ابدأ من جديد”
“ابدأ من جديد”
القصة لم تتوقف هنا، بل زعمت القنوات العبرية أن الحمير تعرّضت لـ”استغلال مفرط” من قِبل السكان، وأن الجيش، بدافع إنساني خالص طبعًا، قرر التدخل ونقلها جوًا للعلاج وإعادة التأهيل، كأنها أسرى حرب من الدرجة الأولى.
ممكن يعجبك: السعودية تبدأ تنفيذ قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس لحماية العمال في 15 يونيو
مسلسل العقوبات الجماعية
وفي المقابل، يرى الفلسطينيون أن ما يجري ليس سوى حلقة جديدة من مسلسل العقوبات الجماعية، حيث يعتمد كثير من السكان في تنقلهم ونقل احتياجاتهم على العربات التي تجرها الحمير، خاصة مع نقص الوقود، والنتيجة؟ غزة باتت أشبه بقرية مهجورة من القرن التاسع عشر… بعربات دون دواب!
والمضحك المبكي أن بعض التجار اشتكوا من “أزمة حمار” حقيقية، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال تمنع حتى استيراد هذه الكائنات من الخارج، في سياسة يبدو أنها تهدف إلى “خنق غزة على الحافر والضرس”.
وهكذا، يبدو أن الحرب باتت شاملة: لا بشر ولا شجر ولا حتى الحمار في مأمن من الاحتلال
“الإنقاذ الدولية”: 6 أطنان من المعدات الطبية لغزة عالقة على الحدود منذ 4 أشهر
من جهة أخرى، حذر مارك كاي، مدير السياسات بلجنة الإنقاذ الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، من أن الوضع الإنساني في “كارثي إلى أقصى حد”، مشيرًا إلى أن القطاع أصبح من أصعب الأماكن في العالم لإيصال المساعدات الإنسانية، موضحا أن سكان غزة يعانون يوميًا للوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية، فيما أصبحت المجاعة تهدد حياة نصف مليون شخص على الأقل بشكل يومي.
وأوضح مارك كاي في مداخلة هاتفية لقناة “ القاهرة الاخبارية” أن لدى منظمته أكثر من 6 أطنان من المعدات الطبية عالقة على الحدود منذ أربعة أشهر بسبب القيود المفروضة، مضيفًا أن آلاف الجرحى والمصابين لا يتلقون الرعاية اللازمة، مؤكدا أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لتسهيل وصول المساعدات إلى مستحقيها، محذرًا من أن الوضع الحالي مرشح للمزيد من التدهور ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة وفورية.