أكد الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، أن الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار قد انخفضت من أربع نقاط إلى نقطة واحدة فقط، وهي تتعلق بـ “محور موراغ”، الواقع بين خان يونس ورفح، ورغم هذا التقدم في تقليص الخلافات، حذر الرقب من أن هذه النقطة تحمل أبعادًا خطيرة تتجاوز الجوانب الفنية.

شوف كمان: تقرير يكشف تأثير زوجة نتنياهو على الحكم وما أسفر عنه من إقالات وتعيينات مبنية على الولاء
وفي تصريحات خاصة لـ “نيوز رووم”، أضاف الرقب أن الخلاف الحقيقي لا يقتصر على الترتيبات في محور موراغ، بل يتعدى ذلك ليشمل نية الاحتلال الإسرائيلي بالبقاء العسكري الكامل في منطقة رفح، وهو ما يعد خرقًا واضحًا للاتفاقيات الدولية، خصوصًا أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يتضمن أي وجود دائم للاحتلال في تلك المنطقة.
رفح.. سجن مفتوح
وصف الرقب مدينة رفح بأنها تحولت فعليًا إلى “سجن مفتوح”، حيث يتم نقل آلاف الفلسطينيين إليها تحت ذرائع إنسانية، وأضاف أن الاحتلال يفرض على هؤلاء الفلسطينيين خيارين قاسيين: إما البقاء القسري في هذه المنطقة المحاصرة أو الخروج القسري من قطاع غزة، وهو ما يرقى إلى تهجير ممنهج مغلف بطابع “طوعي”
ورغم أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة، وتجاوزت معظم النقاط الخلافية السابقة، إلا أن إصرار الاحتلال على البقاء في محور موراغ والسيطرة على رفح لا يزال يشكل العقبة الرئيسية أمام الوصول إلى اتفاق نهائي.
مقال مقترح: مأمون فندي يصف ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلم بأنه موضوع تافه أكثر مما تتوقع
لقاءات دبلوماسية
كشف الرقب عن لقاء تم بين رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث جرى نقاش حول إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في غزة، ومع ذلك، أشار الرقب إلى أنه لم يتم تسريب أية تفاصيل حول فحوى اللقاء حتى اللحظة.
كما أضاف أن ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي، التقى مؤخرًا بوفد قطري، وهناك حديث عن إمكانية توجهه إلى القاهرة أو الدوحة لاستكمال المباحثات، إلا أن الأمور لا تزال غير محسومة.
إسرائيل تخطط لإعادة توطين النازحين
كشف الرقب عن خطة إسرائيلية لتحويل رفح إلى منطقة لإيواء النازحين الفلسطينيين، حيث أشار إلى أن نتنياهو وجه تعليمات لحكومته قبل مغادرته إلى واشنطن بوضع خطة لبناء مدينة في رفح لهذا الغرض، مما يعكس نية الاحتلال في ترسيخ واقع جديد في جنوب القطاع.
إعادة إنتاج نموذج جيش لبنان الجنوبي
كما أشار الرقب إلى أن إسرائيل تسعى من خلال بقائها العسكري في قطاع غزة إلى تسهيل الحركة والتمركز، مع محاولة إعادة إنتاج نموذج جنوب لبنان في الثمانينيات، عندما أنشأت قوة محلية عميلة تحت سيطرتها، هذا النموذج الجديد في غزة يقوده ياسر أبو شباب، وهو شخصية فلسطينية معروفة بارتباطها العلني بإسرائيل، في محاولة لتشكيل ما يشبه “جيشًا محليًا فلسطينيًا” تحت الهيمنة الإسرائيلية، مشابهًا لنموذج جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد سابقًا.
في انتظار الحسم
اختتم الرقب تصريحاته بالتأكيد على أن إسرائيل تسعى للحفاظ على المكاسب التي حققتها ميدانيًا خلال الأشهر الماضية، وتسعى لتثبيت وجودها في القطاع عبر ترتيبات أمنية جديدة، وأوضح أن الاتفاق مع حماس ما زال مرهونًا بحسم ملف رفح ومحور موراغ، والذي يمثل قلب الصراع الحالي بين الطرفين.