أوضح الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن مصر تمتلك جميع المقومات الفنية والبنية التحتية اللازمة للتحول إلى مركز إقليمي لتداول وتخزين وتصدير الطاقة، سواء في قطاع البترول والغاز أو في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.

ممكن يعجبك: سعر الريال السعودي يشهد مفاجأة في منتصف تعاملات ثالث أيام عيد الأضحى 2025
وأضاف: “لدينا تمركزية متكاملة في البنية التحتية تجعل من مصر قاعدة محورية في الإنتاج والتوزيع والتسويق، حيث تمتد خطوط الربط المحلية إلى نحو 28 محافظة، وتغذي أغلب الصناعات الحيوية، وعلى رأسها مصانع الأسمدة، والبتروكيماويات، والصناعات الثقيلة”
الغاز الطبيعي ركيزة الصناعة والتصدير
أكد القليوبي، في تصريحات خاصة لـ ” نيوزرووم ” أن الغاز الطبيعي لا يزال عنصرًا حاسمًا في معادلة التنمية والتصنيع، إذ تعتمد عليه صناعات استراتيجية مثل الأسمدة والبتروكيماويات، مشيرًا إلى أن الأولويات المقبلة تتجه لإعادة توجيه استخدام الغاز نحو هذه القطاعات التصديرية، بدلًا من استهلاكه بالكامل في توليد الكهرباء.
شبكة الغاز تصلح لمستقبل الهيدروجين
أوضح أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن شبكة الغاز الطبيعي المصرية تُعد نواة مستقبلية لشبكة الهيدروجين الأخضر، مؤكدًا أن البنية الحالية قادرة على استيعاب خليط من الهيدروجين مع الغاز الطبيعي، في ظل وجود تجارب أوروبية سابقة أثبتت إمكانية استخدام هذا الخليط في المنازل ومحطات الكهرباء بنسبة تصل إلى 30%.
الهيدروجين الأخضر في قلب رؤية مصر للطاقة
وأضاف القليوبي، إن مصر بدأت من عام 2016 في تبني استراتيجية تعتمد على تنويع مصادر الطاقة، تشمل الطاقة النووية والمتجددة والهيدروجين الأخضر، ما يتيح للدولة تخفيف الضغط على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، وإعادة توجيهه إلى الصناعات ذات القيمة المضافة والتصديرية.
شبكة كهرباء حديثة تتحمل التوسع
ولفت القليوبي، إلى أن مصر نفذت طفرة غير مسبوقة في شبكتها القومية للكهرباء، حيث تطورت من قدرات 220 ك.ف إلى شبكة بقدرات تصل إلى 500 ك.ف، تمتد بطول وعرض البلاد، كما أنشأت الدولة 17 مركز تحكم قومي حديث، إلى جانب محولات جديدة لربط محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالشبكة القومية.
الربط الكهربائي العربي والأفريقي يؤسس للسوق الموحدة
أكد القليوبي، أن مصر توسعت في الربط الكهربائي مع دول الجوار، ومنها الأردن، السودان، ليبيا، والسعودية، موضحًا أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من الربط مع السعودية بقدرة 500 ميجاوات، ويجري استكمال المرحلة الثانية بنسبة تنفيذ 77%، تمهيدًا للتشغيل التجريبي في سبتمبر المقبل، ما يتيح تبادل نحو 3000 ميجاوات.
كابلات دولية لربط مصر بآسيا وأوروبا
كشف القليوبي، عن مشروعات جديدة تدفع مصر إلى مركز الطاقة الدولي، من بينها كابل آسيوي لدعم الربط مع قارة آسيا، وكابل بحري أوروبي يربط مصر باليونان، ويستهدف تصدير 3000 ميجاوات من الطاقة المتجددة ضمن مشروعات يدعمها الاتحاد الأوروبي، مما يعزز مكانة مصر كمصدر رئيس للطاقة النظيفة في الإقليم.
ممكن يعجبك: بعد الضربة الأميركية لإيران الدولار يرتفع إلى 51 جنيها في البنوك المصرية
مصر تبني شبكة ربط ثلاثية القارات
أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة: إن ما حققته مصر في أقل من 8 سنوات يُعد تحولًا كبيرًا في توظيف موقعها الجغرافي لخدمة ملف الطاقة، حيث أصبحت لدينا منهجية ربط ثلاثية: آسيوية، أفريقية، وأوروبية، وهذا التطور لم يكن موجودًا قبل 2017، مشيرًا إلى أن هذه الشبكات تمثل فرصة حقيقية لبناء تحالفات طاقة ممتدة إقليميًا ودوليًا
التحدي في الاستدامة والشراكات
اختتم الدكتور جمال القليوبي تصريحه، بالتأكيد على أن نجاح مصر كمركز إقليمي للطاقة لا يتوقف عند البنية التحتية، بل يتطلب استمرار الاستثمار في التكنولوجيا، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وضمان استدامة التشغيل والتكامل بين كل مكونات منظومة الطاقة المصرية.