إسرائيل جاهزة للتفاوض على إنهاء الحرب خلال هدنة الـ60 يوماً

كشفت القناة 13 العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى استعداده لإنهاء الحرب في قطاع غزة بعد 60 يومًا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وخلال لقاء جمعه مع عدد من عائلات الرهائن في العاصمة الأمريكية واشنطن، زعم نتنياهو قائلاً: “نرغب في إنهاء الحرب في غزة بعد 60 يومًا من بدء الهدنة”

إسرائيل جاهزة للتفاوض على إنهاء الحرب خلال هدنة الـ60 يوماً
إسرائيل جاهزة للتفاوض على إنهاء الحرب خلال هدنة الـ60 يوماً

وأضاف نتنياهو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبذل جهودًا مكثفة لإنهاء الحرب وإعادة كافة الرهائن وفقًا لما تضمنه الاتفاق الجاري التفاوض عليه مع حركة حماس، وتابع نتنياهو: “لن أسمح ببقاء حماس في غزة وهذا أمر غير قابل للتفاوض، ولن أتنازل عن هذه المسألة، وسأضمن خروج آخر رهينة، من غير الممكن التوصل إلى اتفاق شامل، لكننا، من لحظة الإفراج عن أول ثمانية رهائن وحتى مغادرة آخر اثنين، سنستغل تلك الفترة لإنهاء الحرب بالكامل”

وأشار رئيس وزراء الاحتلال إلى أن هناك تفاصيل لا يمكنه مشاركتها في الوقت الراهن كونها تجري بسرية، مضيفًا: “نحن نسير في الاتجاه الصحيح، والتطورات إيجابية، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت، أطلب منكم التحلي بالصبر”

تفاؤل أمريكي بقرب الاتفاق

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن بلاده تشعر بالتفاؤل حيال التوصل لاتفاق قريب لوقف إطلاق النار في غزة، وأضاف وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يشارك هذا التفاؤل، مشيرًا إلى قرب انطلاق محادثات غير مباشرة.

وجاءت تصريحات روبيو خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” المنعقدة في ماليزيا، حيث أكد أن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد شهدت، الأحد الماضي، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة تستند إلى مسودة أمريكية تنص على وقف إطلاق نار أولي لمدة 60 يومًا.

تحذيرات من مراوغات إسرائيلية بشأن غزة

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي طلعت طه أن تصريحات نتنياهو بشأن عدم إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة تندرج ضمن مناورة سياسية جديدة تستهدف كسب هدنة مؤقتة تسمح له بإعادة ترتيب أوراقه العسكرية قبل الانتقال إلى مرحلة أوسع تشمل تطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان، وتوجيه ضربات محتملة لإيران، إلى جانب محاولة فرض أمر واقع في الضفة الغربية.

وفي حديث خاص لموقع “نيوز رووم”، قال طه إن الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت هو بمثابة “فرصة استراتيجية” لنتنياهو وجيشه لالتقاط الأنفاس والاستعداد لهجمات أوسع على عدة جبهات، كما لفت طه إلى خطة إسرائيلية أعلن عنها نتنياهو تقضي بإنشاء ما أسماه “مدينة إنسانية آمنة” تستوعب نحو 350 ألف فلسطيني، تخضع لإجراءات تفتيش صارمة.

وأوضح أن هذه الخطة تهدف فعليًا إلى تجميع السكان في منطقة محددة بين محوري موراج وصلاح الدين، لتسهيل عمليات استخباراتية أو هجومية ضد فصائل المقاومة في المستقبل، وشدد طه على أن نتنياهو لا يتمتع بالمصداقية، مستشهدًا بسلوكه تجاه لبنان، حيث واصل جيش الاحتلال تنفيذ عمليات اغتيال وتوغل حتى بعد محاولات التهدئة، وكان آخرها اغتيال حسين مزهر من كتيبة بدر، إلى جانب التوغلات المستمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

واختتم طه تصريحه بالتحذير من الوثوق بأي اتفاق يُبرم مع نتنياهو، الذي قد ينقلب عليه في أي لحظة، خاصة مع ما وصفه بـ”مخطط تجميع الفلسطينيين”، الذي قد يمهد لاحقًا لاحتلال مباشر لقطاع غزة أو جزء كبير منه.