خلال فترة تواجده مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لن تجبر الفلسطينيين على مغادرة قطاع غزة، بل إن خيار الرحيل متاح لهم، ويعكس هذا التصريح انتصارًا للإرادة المصرية الرافضة لتهجير سكان القطاع سواء قسرًا أو طوعًا، كما يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومع ذلك، تثار تخوفات من أن هذا التصريح قد يخفي نوايا تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، لذا يتساءل البعض هل يعكس تصريح نتنياهو تراجع إسرائيل عن فكرة تهجير الفلسطينيين بالقوة أم أنها مجرد مناورة سياسية؟

من نفس التصنيف: ملاكم أيرلندي ينتصر على خصمه الإسرائيلي ويهتف “فلسطين حرة”
نتنياهو وترامب في البيت الأبيض.
مقال مقترح: ردود فعل قادة العالم تجاه الهجوم الأمريكي على إيران
تفسير تراجع إسرائيل عن تهجير الفلسطينيين بالقوة
في هذا السياق، أشار المحلل السياسي طلعت طه إلى أن نتنياهو يمارس مراوغة جديدة على الساحة الدولية، وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق هدفه المتمثل في انتزاع هدنة مؤقتة، ليستعيد خلالها تماسكه العسكري، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة جديدة تشمل التطبيع مع سوريا ولبنان، وتوجيه ضربات إلى إيران، إلى جانب محاولاته لفرض سيطرة على أجزاء مهمة من الضفة الغربية.
وأكد طه في تصريح خاص لموقع “نيوز رووم” أن الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت لعدة أيام ما هو إلا وقت كافٍ لنتنياهو وجيشه للاستعداد لضربة قوية على عدة جبهات في المنطقة.
وأضاف طه أن ما أعلنه نتنياهو بشأن إقامة “مدينة آمنة إنسانية” تتسع لنحو 350 ألف فلسطيني، مع فرض تفتيش كامل لكل من يدخل إليها، يعكس خطة لتجميع الفلسطينيين في رقعة واحدة بين محوري موراج وصلاح الدين، لتسهيل الانقضاض لاحقًا على عناصر حماس أو جمع معلومات استخباراتية من المناطق الواقعة شمال المحور باتجاه شمال فلسطين.
وأشار إلى أن نتنياهو لا يتحلى بالصدق، حيث إن الوقائع على الأرض تؤكد أنه حتى بعد التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق نار مع حزب الله ولبنان، استمر في عمليات الاغتيال والتوغل داخل الأراضي اللبنانية، وكان آخرها اغتيال حسين مزهر من كتيبة بدر، كما لا يزال جيش الاحتلال يتوغل في الضاحية الجنوبية لبيروت بحثًا عن أسلحة وعناصر تابعة لحزب الله.
ولفت المحلل السياسي إلى أن نتنياهو لا يغفل أبدًا الملف الإيراني، ويحرص على فتحه في كل مناسبة، كما لا يغيب عن باله التهديد الحوثي في البحر الأحمر.
المحلل السياسي طلعت طه.
الملف المعلن والخفي
قال طه إن نتنياهو الآن في واشنطن، وقد يعقد لقاءً جديدًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم الخميس، لبحث عدة ملفات، على رأسها الملف المعلن “الهدنة في غزة”، لكن الهدف الحقيقي قد يكون إيران.
واختتم طه تصريحه بالتشديد على أنه لا يمكن الوثوق بنتنياهو، فقد ينقلب على أي اتفاق هدنة في أي لحظة، خاصة مع خطة تجميع الفلسطينيين في مدينة واحدة، مما يسهل على إسرائيل تنفيذ احتلال مباشر لغزة أو جزء كبير منها في وقت لاحق.