ترامب يعلن عن رسوم جمركية جديدة تشمل دولًا عربية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض دفعة جديدة من الرسوم الجمركية على مجموعة من الدول حول العالم، في خطوة تعكس استمراره في النهج الحمائي في السياسة التجارية، حيث تم فرض تعريفات جمركية بنسبة 30% على كل من العراق، الجزائر، ليبيا، وسريلانكا، بينما سجلت رسوم بنسبة 25% على بروناي ومولدوفا، وتم رفع الرسوم على الفلبين إلى 20% بعد أن كانت 17%، بينما شهدت الرسوم المفروضة سابقًا على العراق وسريلانكا انخفاضًا من 39% و44% على التوالي.

ترامب يعلن عن رسوم جمركية جديدة تشمل دولًا عربية
ترامب يعلن عن رسوم جمركية جديدة تشمل دولًا عربية

وتأتي هذه الخطوة بعد يومين فقط من إعلان دفعة أولى من الإنذارات الجمركية، والتي شملت فرض رسوم بنسبة 25% على اليابان، كوريا الجنوبية، ماليزيا، كازاخستان، وتونس، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 30% على جنوب إفريقيا، و40% على كل من لاوس وميانمار.

محلل بالاقتصاد السياسي: التأثير على مصر “محدود”

وعلّق الدكتور محمد الطماوي، الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، على تصريحات ترامب السابقة بشأن فرض رسوم بنسبة 10% على واردات دول مجموعة “بريكس”، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات أثارت تساؤلات بشأن تداعياتها على دول مثل مصر، التي انضمت رسميًا إلى التكتل مطلع عام 2024.

وفي تصريح خاص لموقع “نيوز رووم”، أوضح الطماوي أن تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد المصري سيكون محدودًا، بعكس ما قد يُفهم في الانطباع الأول، نظرًا لعدة اعتبارات موضوعية.

لماذا لن تتأثر مصر بشكل كبير؟

وأكد الطماوي أن مصر لن تتأثر بشكل كبير من الرسوم الأمريكية لأسباب على النحو التالي.

  • صادرات مصر إلى السوق الأمريكية تمثل نسبة ضئيلة من إجمالي واردات الولايات المتحدة
  • الميزان التجاري بين البلدين يميل بوضوح لصالح واشنطن، ما يجعل فرض رسوم على السلع المصرية غير مجدٍ سياسيًا أو اقتصاديًا
  • معظم الصادرات المصرية لأمريكا تتركز في قطاعات غير مستهدفة عادة بالرسوم المرتفعة، مثل الملابس القطنية والمنتجات الزراعية
  • مصر تنتهج سياسة تنويع الشركاء التجاريين، خصوصًا مع دول مثل الصين، الهند، وأفريقيا، مما يقلل من أثر أي إجراءات أمريكية

شراكة مصرية أمريكية تتجاوز الاقتصاد

وأضاف الطماوي أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن لا تقتصر على المجال التجاري، بل تشمل أبعادًا أمنية واستراتيجية، مثل مكافحة الإرهاب، أمن البحر الأحمر، وضبط الحدود، إلى جانب التنسيق في ملفات إقليمية حساسة كغزة، السودان، وليبيا.

وأكد أن أي تصعيد أمريكي قد يُفسر على أنه استهداف اقتصادي لمصر، لن يكون في مصلحة واشنطن، التي تسعى للحفاظ على تحالفاتها في منطقة متقلبة.

بريكس.. بوابة مصر للتوازن العالمي

واختتم الدكتور محمد الطماوي حديثه بالإشارة إلى أن انضمام مصر إلى مجموعة “بريكس” لا يعني معاداة الغرب، بل يأتي ضمن مساعي القاهرة لتعزيز خياراتها التنموية والتمويلية، والبحث عن شركاء جدد بما يعزز استقلالية القرار الاقتصادي المصري وقدرته على التكيف مع المتغيرات الدولية.