كشف تقرير حديث صادر عن لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني، اليوم الخميس، عن وجود مخطط إيراني يهدف إلى تنفيذ سلسلة من الاغتيالات والهجمات داخل بريطانيا، تستهدف منشقين عن النظام الإيراني ومعارضين، في إطار تهديد متزايد تمثله طهران.

من نفس التصنيف: توحيد سوريا يبدأ باتفاق كردي-سوري لعودة نازحي “الهول” إلى ديارهم
وزعم التقرير أن إيران تشكل “خطرًا واسع النطاق ومتناميًا” على الأمن القومي البريطاني، مشيرًا إلى أن طهران لا تمثل نفس مستوى التهديد الذي تشكله روسيا أو الصين، لكنها تمثل تهديدًا لا يمكن تجاهله، والحكومة البريطانية “ليست مستعدة له بالشكل الكافي”.
هجمات ضد أهداف إسرائيلية
وأوضح التقرير أن الأنشطة العدائية الإيرانية تشمل اغتيالات محتملة لمعارضين، وهجمات ضد أهداف يهودية، إلى جانب عمليات التجسس والهجمات السيبرانية، بالإضافة إلى سعيها لتطوير برنامج نووي.
وقال رئيس اللجنة النائب كيفان جونز في بيان رسمي: “إيران منخرطة في كافة أشكال وأنواع التهديدات التي يجب أن تقلقنا”.
وانتقد جونز تركيز سياسة الحكومة البريطانية تجاه إيران على الملف النووي فقط، مؤكدًا أن هذا النهج أدى إلى تجاهل ملفات أمنية أخرى ذات أهمية قصوى.
الحكومة البريطانية توصي بإعادة تقييم العلاقات الشاملة مع إيران
وأوصت اللجنة الحكومة البريطانية بإعادة تقييم شاملة للعلاقة مع إيران، بما في ذلك دراسة جدوى حظر “الحرس الثوري الإيراني”، وهو مطلب ظل عدد من النواب يطالبون به منذ فترة طويلة.
وأشار التقرير إلى أن الأدلة التي استند إليها تمتد حتى أغسطس 2023، إلا أن التوصيات تظل صالحة حتى الآن، نظرًا لاستمرار التهديدات.
وفي وقت سابق، قال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5) إن الجهاز وأجهزة الشرطة تعاملوا مع نحو 20 مؤامرة مدعومة من إيران منذ يناير 2022، تضمنت محاولات اختطاف أو اغتيال أفراد بريطانيين أو مقيمين داخل المملكة المتحدة تعتبرهم طهران خصومًا.
من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “مزاعم متكررة من مسؤولي الأمن البريطانيين”.
وفي مارس الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها إلزام إيران بتسجيل جميع أنشطتها السياسية داخل بريطانيا، وذلك في إطار تشديد الرقابة على ما وصفته لندن بـ”الأنشطة الإيرانية العدوانية المتزايدة”.
وتؤكد الأجهزة الأمنية البريطانية أن طهران تعتمد على وكلاء إجراميين لتنفيذ عملياتها داخل الأراضي البريطانية، وكان حادث طعن استهدف صحفيًا يعمل في وسيلة إعلام ناطقة بالفارسية بلندن في ديسمبر الماضي، قد أسفر عن توجيه اتهامات إلى اثنين من رومانيا.
وفي تطور آخر، مثل ثلاثة إيرانيين الشهر الماضي أمام القضاء البريطاني، بتهم تتعلق بمساعدة جهاز المخابرات الإيرانية الخارجية والتخطيط لأعمال عنف ضد صحفيين.
مقال له علاقة: بيل جيتس يتبرع بأغلب ثروته التي تصل إلى 200 مليار دولار لأفريقيا
ويأتي كل ذلك في وقت أعادت فيه بريطانيا فتح سفارتها في طهران بعد فترة من الإغلاق المؤقت، في إشارة إلى استمرار العلاقات الدبلوماسية رغم التوترات الأمنية المتصاعدة.