مكتبة الإسكندرية تطلق مشروع أرشيف سليم بك حسن رائد في علم المصريات

أعلنت اليوم عن إطلاق مشروع أرشيف سليم بك حسن، الذي يُعتبر رائد علم المصريات وأحد أبرز الشخصيات في الجيل الأول من المصريين الذين ساهموا في هذا العلم العريق، حيث كان تلميذ فارس علم المصريات أحمد باشا كمال وأول مدرس في جامعة فؤاد الأول يدرس علم المصريات، ويُعتبر له الفضل في وضع أسس علم الحفائر وإدارة المواقع التراثية

مكتبة الإسكندرية تطلق مشروع أرشيف سليم بك حسن رائد في علم المصريات
مكتبة الإسكندرية تطلق مشروع أرشيف سليم بك حسن رائد في علم المصريات

جاء ذلك خلال الندوة الأولى من سلسلة “نعتز بتراثنا” التي تنظمها المكتبة على هامش معرضها الدولي للكتاب، بحضور السفير عمر أحمد سليم حسن، والدكتور إسماعيل أحمد سليم حسن، والأستاذة أميرة صديق؛ مديرة المشروعات بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، وقد أدار الندوة الدكتور أيمن سليمان مدير المركز.

أكد الدكتور أيمن سليمان أن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية أطلق سلسلة “نعتز بتراثنا” خلال معرض الكتاب تقديرًا لتراث مصر الفريد والمميز الذي يمتد لآلاف السنين، فهو ميراث الأجداد الذي يجب علينا نقله للأحفاد، مشيرًا إلى أن البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب يتضمن أربع فعاليات في إطار السلسلة.

ندوة إطلاق المشروع

وأوضح أن ندوة اليوم تشهد إطلاق مشروع أرشيف سليم بك حسن، لافتًا إلى أن هذا المشروع يمثل تجربة إنسانية مميزة، استغرق العمل عليه حوالي عشر سنوات، وتوجه بالشكر لأسرة سليم بك حسن التي تعاونت مع مكتبة الإسكندرية بشكل كبير لتقديم كافة الصور والوثائق اللازمة لتنفيذ المشروع.

وفي كلمته، أعرب السفير عمر أحمد سليم حسن عن امتنانه لمكتبة الإسكندرية على تنفيذ مشروع أرشيف سليم بك حسن، مضيفًا: “أقف بمشاعر فخر وامتنان بمناسبة إطلاق مشروع أرشيف جدي العالم الجليل الذي كرس حياته لحفظ حضارة مصر”، وأشار إلى أنه في زمن لم تكن فيه وسائل التكنولوجيا كما نعرفها الآن، استطاع سليم بك حسن أن يعتمد على عقله وحواسه ويجوب ربوع مصر في ظروف مناخية وميدانية قاسية ليعيد الحياة لقصص وتاريخ الوطن

كما أضاف أن سليم بك حسن حقق العديد من الإنجازات والاكتشافات، وقد قدم علمًا موثقًا أبرزته موسوعته الأكاديمية العظيمة “مصر القديمة” التي تتكون من 18 جزءًا، والتي تُعتبر مرجعًا أساسيًا لكل باحث وطالب مهتم بتاريخ مصر، مؤكدًا أن دوره لم يقتصر على الاكتشاف والتوثيق فقط، بل شمل أيضًا حماية ما تم اكتشافه، حيث كان أول من دق ناقوس الخطر بشأن آثار النوبة، وفي عام 1954 قدم لليونسكو تقريرًا مهمًا استندت إليه في عملية إنقاذ آثار النوبة.

الأرشيف الرقمي

وأكد أن إطلاق الأرشيف الرقمي الكامل لأعمال سليم بك حسن يُعتبر حلمًا طموحًا يتحقق اليوم بفضل جهود مخلصة من مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، مشددًا على أن مكتبة الإسكندرية ليست مجرد مكتبة، بل هي ذاكرة الأمة وجسر العبور من الماضي إلى المستقبل.

من جانبها، أوضحت الأستاذة أميرة صديق أن مشروع الأرشيف استغرق حوالي عشر سنوات، مؤكدة أن جزءًا كبيرًا من الأرشيف تضمن عمليات تدريب لطلبة الآثار والآداب والتاريخ، حيث عملوا على مدار أربع سنوات لتصنيف الوثائق.

وأشارت إلى أن الأرشيف يتكون من 3140 وثيقة متنوعة تشمل مخطوطات كتبها دكتور سليم حسن بخط يده بالعربية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وخرائط.

ولفتت إلى أن الموقع يحتوي على أبواب مختلفة للأرشيف تتناول مجموعة من الموضوعات الرئيسية، منها حفائره في هضبة الجيزة من عام 1929 إلى 1939، والتي شهدت عشرة مواسم حفائر كشف خلالها عن أكثر من 100 مصطبة في الجبانة الشرقية بالجيزة، من بينها الباب الوهمي لباسششت، وهي طبيبة من الدولة القديمة، والمجموعة الجنائزية للملكة خنتاكوس، بالإضافة إلى حفائره في سقارة خلال موسم حفائر 1937-1938.

كما أشارت إلى أن الأرشيف يحتوي أيضًا على مخطوطة سليم حسن الخاصة بنشر حفائره لكشفه الطريق الصاعد لهرم ونيس، وهي مخطوطة لم تُنشر من قبل.

الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية، وبالتوازي في القاهرة في “بيت السناري” بحي السيدة زينب، و”قصر خديجة” بحلوان.

تقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات مميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض تُقدم 215 فعالية ثقافية، تتنوع بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مجالات الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.