نجاح مصر في إزالة موقع أثري مسيحي من القائمة الحمراء لليونسكو

أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن قرار لجنة التراث العالمي برفع دير أبو مينا الأثري في الإسكندرية من قائمة التراث المهدد بالخطر لليونسكو، يُعتبر بمثابة تقدير دولي للجهود التي بذلتها الدولة المصرية في تنفيذ التدابير التصحيحية الضرورية لرفع هذا الموقع الأثري من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، حيث أشار إلى أن هذه الجهود تضمنت تعزيز العناصر الأثرية بالموقع، بالإضافة إلى إنشاء نظام مراقبة متخصص لضبط واستقرار منسوب المياه الجوفية، وهو النظام الذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المنتظمة، والتي أكدتها بعثة الرصد التفاعلي المشتركة هذا العام بين مركز التراث العالمي ومنظمة ICOMOS.

نجاح مصر في إزالة موقع أثري مسيحي من القائمة الحمراء لليونسكو
نجاح مصر في إزالة موقع أثري مسيحي من القائمة الحمراء لليونسكو

كما أكد الأمين العام أن الدولة المصرية تعطي أهمية كبيرة لاستدامة هذا النجاح، من خلال مراجعة وتحديث خطة الحفاظ بالتنسيق مع الهيئات الاستشارية، وضمان توفير كافة الموارد اللازمة والدائمة لصون القيمة العالمية الاستثنائية للموقع، بما في ذلك تشغيل وصيانة منشآت إدارة المياه الجوفية، مع الالتزام التام بإبلاغ مركز التراث العالمي بكافة المستجدات المتعلقة بالموقع.

ومن الجدير بالذكر أن الدولة المصرية، ممثلة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، حققت إنجازًا جديدًا في مجال حماية وصون التراث الثقافي، حيث اعتمدت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

جاء هذا خلال اجتماعات الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي والمنعقدة حاليًا بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث تم استعراض التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025، والذي أشار إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بموقع أبو مينا الأثري، ومن أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، الذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة.

كما أشاد التقرير بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية في تنفيذ كافة التوصيات المطلوبة في هذا الإطار، مؤكدًا أن حالة الصون المطلوبة لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر (DSOCR) قد تحققت بالكامل.

وفي هذا السياق، اعتمدت لجنة التراث العالمي قرار رفع موقع أبو مينا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، مهنئة الدولة المصرية على هذا الإنجاز الهام الذي يعكس التزامها بحماية وصون تراثها الثقافي وفقًا للمعايير الدولية.

وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن سعادته بهذا الإنجاز، واصفًا إياه بالأهمية الكبيرة، مثمناً الجهود التي تمت بالموقع خلال السنوات الماضية لخفض منسوب المياه الجوفية وترميم العناصر المعمارية الأثرية وتطوير بعض الخدمات السياحية بالموقع، مما ساهم في رفع هذا الموقع الاستثنائي من قائمة التراث المعرض للخطر، وضمان استدامة مكوناته الأثرية للأجيال القادمة، بما يتوافق مع المعايير الدولية في مجال الحفظ والترميم.

كما يتقدم وزير السياحة والآثار بخالص الشكر والتقدير لكافة الجهات المعنية بالدولة والكنيسة المصرية، وجميع من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير، مؤكدًا أن هذا التعاون البنّاء يعكس الإرادة الوطنية في الحفاظ على التراث المصري بكافة روافده، ويُعد نموذجًا رفيعًا لتكامل الجهود في صون الهوية الحضارية المصرية.

كما يبعث السيد الوزير بتهنئة خاصة إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تقديراً لدوره وجهود الكنيسة في إنجاح هذا المشروع.