“اكتشف دير أبو مينا الأثري الذي كان محطة الحج الثانية بعد القدس”

أوضح الدكتور جمال مصطفي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن منطقة دير أبو مينا تُعتبر واحدة من أبرز المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والثقافية الفريدة، حيث كانت تُعتبر المحطة الثانية للحج المسيحي بعد مدينة القدس، وقد تم إدراج هذا الموقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979، تقديرًا لأهميته الدينية والمعمارية.

“اكتشف دير أبو مينا الأثري الذي كان محطة الحج الثانية بعد القدس”
“اكتشف دير أبو مينا الأثري الذي كان محطة الحج الثانية بعد القدس”

ومن بين الاكتشافات المعمارية والأثرية البارزة التي تم الكشف عنها خلال الحفائر في دير أبو مينا، نجد البئر الذي يحتوي على قبر القديس مينا، والكنيسة الكبرى، وساحة الحُجّاج، وكلها تعكس عمق الأهمية الروحية والعمرانية لهذا الموقع.

غير أن التوسع في أنشطة استصلاح الأراضي والاعتماد على أساليب الري بالغمر في محيط الموقع أدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل ملحوظ، مما أثر سلبًا على البنية الأثرية، ونتج عن ذلك إدراج الموقع في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر عام 2001.

من جانبه، أشار الدكتور محمد إسماعيل إلى أنه تم تدعيم العناصر الأثرية في الموقع، وإنشاء نظام مراقبة متخصص لضبط واستقرار منسوب المياه الجوفية، وقد أثبت هذا النظام فاعليته من خلال القياسات الدورية المنتظمة، والتي أكدتها بعثة الرصد التفاعلي المشتركة هذا العام بين مركز التراث العالمي ومنظمة ICOMOS.

وأكد الأمين العام أن الدولة المصرية تُولي أهمية كبيرة لاستدامة هذا النجاح، من خلال مراجعة وتحديث خطة الحفاظ بالتنسيق مع الهيئات الاستشارية، وضمان توفير كافة الموارد اللازمة والدائمة لصون القيمة العالمية الاستثنائية للموقع، بما يشمل تشغيل وصيانة منشآت إدارة المياه الجوفية، مع الالتزام الكامل بإبلاغ مركز التراث العالمي بكافة المستجدات المتعلقة بالموقع.

يُذكر أن الدولة المصرية، ممثلة في وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، حققت إنجازًا جديدًا في مجال حماية وصون التراث الثقافي، حيث اعتمدت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

جاء ذلك خلال اجتماعات الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي المنعقدة حاليًا بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد استعراض التقرير الصادر عن بعثة الرصد التفاعلي المشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) لعام 2025، والذي أشار إلى ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصون بموقع أبو مينا الأثري، ومن أبرزها إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، والذي أثبت نجاحه من خلال القياسات الدورية المستمرة.

كما أشاد التقرير بالجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية في تنفيذ كافة التوصيات المطلوبة في هذا الإطار، مؤكدًا أن حالة الصون المطلوبة لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر (DSOCR) قد تحققت بالكامل.