جوزيف عون يؤكد عدم التطبيع مع الاحتلال ورفض تراجع احتكار السلاح

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزيف عون، أن فكرة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي غير مطروحة، مشددًا على أن وحدة اللبنانيين تشكل الأساس لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه البلاد، وأوضح أن غياب هذه الوحدة سيصعب تجاوز الصعوبات التي يعاني منها لبنان وشعبه.

جوزيف عون يؤكد عدم التطبيع مع الاحتلال ورفض تراجع احتكار السلاح
جوزيف عون يؤكد عدم التطبيع مع الاحتلال ورفض تراجع احتكار السلاح

وخلال استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية في قصر بعبدا، الذي ضم رئيسه محمد الصقر والرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة، ونائب رئيس الحكومة الأسبق الدكتور طارق متري، أعلن الرئيس عون عن اتخاذ قرار نهائي بحصر السلاح بيد الدولة، معتبرًا ذلك من أبرز عناوين السيادة الوطنية.

وشدد على أن تطبيق هذا القرار سيأخذ في الاعتبار مصلحة الدولة واستقرارها الأمني، حفاظًا على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى، داعيًا جميع الأطراف اللبنانية للتعاون مع مؤسسات الدولة كعنصر أساسي لحماية البلاد وإحباط أي مخططات تستهدفها.

جوزيف عون: ندعو الاتحاد الأوروبي إلى دعم لبنان في مسيرة استعادة السيادة الكاملة

وفي وقت سابق، استقبل الرئيس عون وفدًا من الاتحاد الأوروبي برئاسة سفيرة الاتحاد في لبنان ساندرا دو وال، وعدد من سفراء الدول الأوروبية، حيث دعا الاتحاد إلى دعم لبنان في مسيرته نحو استعادة سيادته الكاملة، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، مؤكدًا على أهمية إطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبناني بمختلف الوسائل، باعتباره الضامن الأول للاستقرار الأمني في البلاد والمنطقة.

وحذر عون من تدهور محتمل في الوضع الأمني في حال غاب دور الجيش اللبناني، مؤكدًا أن تداعيات ذلك ستمتد إلى خارج الحدود اللبنانية، وهو ما لا يرغب فيه أحد.

ودعا الرئيس اللبناني إلى رفع أي عقوبات أوروبية مفروضة على لبنان، وعقد مؤتمر أوروبي-عربي لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني بالتوازي مع استعادة الدولة لسيادتها أمنياً وعسكرياً.

وأشار إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي، ومن بينها قانون هيكلة المصارف، الذي دخل مراحله النهائية في مجلس النواب، متوقعًا إقراره قريبًا.

كما كشف عن تشكيل مجموعة عمل رفيعة المستوى لإنجاز قانون الفجوة المالية، في خطوة إصلاحية مهمة على طريق استعادة الثقة بالقطاع المالي.

النازحون السوريون.. أولوية ملحة

وفيما يتعلق بملف النزوح السوري، شدد عون على أن لبنان يتحمل أعباءً كبيرة نتيجة استضافة مئات الآلاف من النازحين منذ أكثر من عشر سنوات، معتبرًا أن الوقت قد حان لبدء تسهيل عودتهم إلى بلدهم بطريقة آمنة وكريمة ومنسقة، لا سيما في ضوء استقرار الأوضاع في أجزاء واسعة من سوريا، ودعا إلى إعادة توجيه الدعم الدولي ليُقدَّم داخل الأراضي السورية، بما يشجع النازحين على العودة الطوعية.

ولفت إلى وجود تعاون جيد جدًا على المستوى الأمني مع الجانب السوري فيما يتعلق بالحدود المشتركة، مشيرًا إلى أن هذا التنسيق يسهم في تعزيز الاستقرار وضبط التهريب.

الاتحاد الأوروبي: مستمرون في دعم لبنان

من جهتها، عبّرت سفيرة الاتحاد الأوروبي عن دعم بلادها لرؤية الرئيس عون وأهدافه التي طرحها في خطاب القسم، مشيرة إلى أن الاتحاد يتفاعل بإيجابية مع هذه التوجهات ويعتبرها طموحة وتشكل أساسًا للبنان في السنوات المقبلة.

وأشادت السفيرة دو وال بالتزام الاتحاد الأوروبي المستمر بدعم لبنان منذ عام 2023، من خلال مشاريع ومساعدات تخطت قيمتها 600 مليون دولار، تشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، فضلاً عن الدعم العسكري الموجه إلى الجيش والقوى الأمنية.

كما أبدى سفراء الاتحاد الأوروبي تقديرهم للإصلاحات القانونية التي يضطلع بها لبنان، متمنين أن تتماشى مع المعايير الأوروبية وتوصيات “لجنة البندقية” التابعة لمجلس أوروبا.

وفي ملف النزوح السوري، أكد السفراء الأوروبيون توافقهم مع الطرح اللبناني، كاشفين عن خطوات عملية بدأت لدعم عودة النازحين، مع تخصيص نحو 100 مليون يورو لهذا الغرض، منها 88 مليونًا تم تأمينها بالفعل من ميزانية الاتحاد الأوروبي، إلى جانب خطط لدعم السوريين داخل وطنهم بهدف تعزيز صمودهم.

عون: أوروبا كانت معنا دائمًا

واختتم الرئيس عون اللقاء بتوجيه الشكر لدول الاتحاد الأوروبي على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان في أوقات الأمل والأزمات، مشيدًا بالدعم الثابت الذي قدمته لشعبه ومؤسساته، ولا سيما الجيش اللبناني، من أجل تعزيز الاستقرار في البلاد.