وصف الباحث السياسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يستخدم ذكاءه الاستراتيجي لإفساد علاقات خصومه ببعضهم، خاصةً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال دفع الأمور في أوكرانيا نحو تصعيد ميداني، مما أدى إلى تغيير موازين التحالف الغربي من الداخل.
مقال مقترح: وزير الخارجية البريطاني يعلن فتح السفارة في طهران لضمان سلامة المواطنين
وأوضح عسكر، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “كيف يؤثر بوتين في إفساد علاقة (أعداءه ببعضهم)؟ سأخبركم القصة، ترامب منذ توليه الرئاسة وهو يعبّر عن رغبته في إنهاء حرب أوكرانيا، لكنه لم يتخذ خطوات عملية لذلك، ولم يضغط على زلينسكي للتنازل، حتى حدثت واقعة الاستخبارات الغربية في استهداف القاذفات النووية الروسية الاستراتيجية، حينها أدرك بوتين الخديعة وصرخ بصوت عالٍ (من النهاردة مفيش سلام واللي جاي أسود عليكم من قرن الخروب)”
كيف يؤثر بوتين في إفساد علاقة (أعداءه ببعضهم)؟
سأخبركم القصة.
ترامب منذ توليه الرئاسة وهو يعبّر عن رغبته في إنهاء حرب أوكرانيا، لكنه لم يتخذ خطوات عملية لذلك، ولم يضغط على زلينسكي للتنازل.
حتى حدثت واقعة الاستخبارات الغربية في استهداف القاذفات النووية الروسية الاستراتيجية، حينها….
— سامح عسكر (@sameh_asker).
وأضاف عسكر: “بدأ بوتين بقصف أوكرانيا بشدة، حيث استخدم آلاف المسيرات طويلة المدى وصواريخ كنيجال فرط صوتية لتدمير كييف يوميًا، حتى أصبحت العديد من أحياء كييف أطلالًا، ولم يعد هناك مكان آمن لضباط الناتو، فالروس يقتلونهم بشكل يومي، وبدأ بوتين يحتل مناطق في سومي، وطرد الأوكران من آخر مناطقهم في لوجانسك، مع قصف يومي للغرب الأوكراني وحاويات تهريب السلاح، والنتيجة أن أوكرانيا تعاني من ضعف الدفاع الجوي بعد استنفاد ذخيرة الناتو، وصعوبة تهريب البدائل”
اقرأ كمان: نائب أسترالي يودع مقعده في البرلمان بتقليد “الشووي” وشرب الكحول من حذائه
“بوتين لعبها صح”.. عسكر: موسكو أربكت الناتو من الداخل
وقال عسكر: “قادة أوروبا يصرخون لترامب: أين أنت؟ يجب دعم أوكرانيا بالسلاح، وبعد تفكير اتصل ترامب ببوتين، لكن الاتصال لم يسفر عن شيء، حيث شعر الرئيس الروسي بالخديعة، وبدأ يدرك أن ترامب ليس رجل سلام، بل هو رجل حرب مثل سابقه، وبالتالي لم يعد هناك داعٍ للتصريحات، وعلينا الذهاب إلى الميدان، وقرر ترامب دعم أوكرانيا بشحنة سلاح كبيرة، ووعد بتزويدها بالباتريوت ولكن بعدد محدود خوفًا من التأثير على مخزون الباتريوت الاستراتيجي الخاص بحلف الناتو والولايات المتحدة، ولأن ترامب (تاجر أناني) رأى أنه من الضروري أن تشارك أوروبا في هذا الدعم العسكري بنفس الكمية”
وأشار الباحث السياسي إلى أن بعض الدول الأوروبية طالبت حلف الناتو برفع ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وكانت من بين هذه الدول إسبانيا، وهددها ترامب بأنه إذا لم ترفع ميزانية الدفاع فسيفرض عليها جمارك بنسبة 30%، فرد رئيس الوزراء الإسباني: لا يمكن ذلك، وإسبانيا دولة ذات سيادة، ولن تقبل التدخل الأمريكي في شؤونها الخاصة، ثم صرح رئيس الوزراء الإسباني لشعبه، إذا رفعنا ميزانية الدفاع إلى 5% كما يريد ترامب فسيتعين علينا خفض المعاشات التقاعدية بنسبة 30% أو إلغاء إعانات البطالة، وفي المقابل سيفرض ضريبة على العمال الإسبان بمقدار 3000 يورو سنويًا”
وتابع الباحث السياسي قائلاً: “بالطبع كان رئيس الحكومة الإسباني يصدّر ترامب للشعب الإسباني نفسه، الذي قابل قرارات ترامب بالاستهجان وهدد لأول مرة بتماسك حلف الناتو، وزرع الشقاق بداخله عبر إشعال الصراع بين الشعوب الأوروبية وحكوماتهم نتيجة للانصياع لرغبات ترامب الاستعمارية والأنانية، المهم أن ترامب لم يكتف بذلك، بل فرض زيادة في الجمارك على البرازيل، وكان رد الرئيس دي سيلفا: (يبقى مفيش تجارة من أساسه) وألغى تمامًا التبادل التجاري بين البرازيل والولايات المتحدة، ونتيجة لذلك بحثت البرازيل عن أسواق وتبادل تجاري في الشرق”
اختتم الباحث السياسي سامح عسكر تغريدته قائلًا: “خلاصة الكلام: حرب أوكرانيا تتجه نحو تصاعد ميداني، وبوتين لم يعد مؤمنًا بأن ترامب رجل سلام، وبالمصري (صدره له العبيطة، أو أعطاه الطرشة) يعني لم يعد مهتمًا به ولا بتصريحاته، فقد ثبت أنها ثرثرات بلا قيمة، والواقع العملي على الأرض هو الحَكَم، ومن لم يردعه الموت فلن يرتدع”