في لحظة تاريخية، شهد إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة، انطلاق أولى خطوات نزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ليكون هذا بمثابة بداية جديدة لطَي صفحة صراع استمر لأكثر من أربعة عقود مع الدولة التركية.
مقال مقترح: تقديرات إسرائيلية وأمريكية حول استمرار الحرب مع إيران لأسابيع بدلاً من أيام
وشارك ثلاثون مقاتلًا من حزب العمال الكردستاني، بينهم أربعة قادة ونساء، في مراسم رمزية تم خلالها إحراق الأسلحة داخل كهف قرب مدينة السليمانية.
مقال له علاقة: استشهاد أكثر من 80 شخصاً في القصف الإسرائيلي على غزة
حرق أسلحة الكردستاني.
تعليق أردوغان على إحراق أسلحة الكردستاني
ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هذه الخطوة بأنها “تاريخية ومباركة”، مشيرًا إلى أنها تمثل بداية جديدة لمسار السلام، وقال: “نأمل أن تكون هذه الخطوة فاتحة لتحقيق أمن الوطن، وسبيلاً إلى سلام دائم في منطقتنا”
وأضاف أردوغان خلال كلمته، اليوم الجمعة: “اللهم وفقنا لتحقيق أهدافنا نحو تركيا خالية من الإرهاب”
نزع سلاح حزب العمال الكردستاني
ويأتي هذا التحول بعد إعلان الحزب في 12 مايو حل نفسه رسميًا، ووقف العمل المسلح تنفيذًا لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، المعتقل منذ عام 1999، الذي كان قد طالب في رسالة من سجنه بإيمرالي بإنهاء الكفاح المسلح والانتقال إلى العمل السياسي، وفي 1 مارس، أعلن الحزب وقفًا شاملًا لإطلاق النار.
كما وصفت الحكومة التركية مراسم الجمعة بعلامة فارقة ونقطة تحول لا رجعة فيها على طريق السلام الداخلي، وسط توقعات بأن تستكمل عملية نزع السلاح بالكامل بحلول عام 2026، تمهيدًا لتأسيس حزب سياسي جديد داخل تركيا يمثل الأكراد ضمن الإطار الديمقراطي.
وتأتي هذه التطورات في ظل مفاوضات غير مباشرة بين أنقرة وأوجلان، جرت منذ أكتوبر الماضي بوساطة من “حزب المساواة وديمقراطية الشعوب”، ثالث أكبر كتلة سياسية في البرلمان التركي.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت سلطات إقليم كردستان العراق أن طائرتين مسيّرتين سقطتا ليل الخميس قرب مواقع للبشمركة، دون تبنٍ للهجوم، ولم يؤثر الحادث على سير مراسم نزع السلاح.
حرق أسلحة الكردستاني.
تأسيس حزب العمال الكردستاني
ومنذ تأسيسه أواخر السبعينات، قاد حزب العمال الكردستاني تمردًا مسلحًا تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وشهدت العلاقة بين أنقرة والأقلية الكردية توترًا حادًا طالما أعاق محاولات التسوية السياسية.
في مقطع مصور مؤرخ في 19 يونيو، قال أوجلان: “آن أوان إنهاء الصراع والانتقال إلى مرحلة قانونية.. علينا أن نُفي بالتزاماتنا ونمضي نحو العمل السياسي”، فيما أكد أردوغان لاحقًا أن عملية السلام دخلت “مرحلة جديدة”، آملاً بتلقي “أخبار إيجابية خلال الأيام المقبلة”