جيش الاحتلال يحقق في مذابح مراكز توزيع المساعدات بعد اتهامات بالكذب والتجميل

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بوقوع أضرار لحقت بمدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع مساعدات في جنوب قطاع غزة، وأوضح في بيانه أنه استخلص دروسًا هامة بشأن توزيع المساعدات، كما أشار إلى أنه فتح تحقيقًا داخليًا وأصدر تعليمات جديدة لقواته بعد مراجعات ميدانية.

جيش الاحتلال يحقق في مذابح مراكز توزيع المساعدات بعد اتهامات بالكذب والتجميل
جيش الاحتلال يحقق في مذابح مراكز توزيع المساعدات بعد اتهامات بالكذب والتجميل

اعتراف إسرائيلي بقتل مدنيين فلسطينيين بمراكز توزيع المساعدات

جاء هذا الاعتراف الإسرائيلي بعد إعلان الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 798 شخصًا استشهدوا منذ أواخر مايو الماضي أثناء اقترابهم من مواقع توزيع الغذاء، بينهم 615 قتيلًا في محيط مراكز تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وأفادت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني، في مؤتمر صحفي بجنيف، بأن هذه الأرقام موثقة حتى تاريخ 7 يوليو، في ظل تصاعد المخاوف من استهداف متكرر للمدنيين في سياق العمل الإغاثي.

مراكز توزيع مساعدات بجنوب غزة.

مراكز توزيع المساعدات خطة لتهجير الفلسطينيين

في وقت سابق، كشفت صحيفة فايننشال تايمز في تحقيق استقصائي عن دور شركة “بوسطن كونسلتينج جروب” (BCG)، وهي واحدة من أكبر شركات الاستشارات العالمية، في تطوير خطة تهدف إلى تهجير جماعي للفلسطينيين من غزة، ضمن ما وُصف بمشروع إغاثي بتمويل أمريكي وإسرائيلي، ووفقًا للتحقيق، عملت الشركة على إعداد نموذج مالي يقدّر كلفة إعادة توطين مئات آلاف الفلسطينيين، في إطار مشروع سري عُرف باسم “أورورا”، شارك فيه أكثر من 12 موظفًا من الشركة بين أكتوبر 2024 ومايو 2025، وبلغت كلفته أكثر من 4 ملايين دولار.

تضمنت الخطة سيناريوهات تشمل تهجير أكثر من 500 ألف شخص من سكان القطاع، مع تقديم “حزم تهجير” بقيمة 9000 دولار لكل فرد، ما يعادل حوالي 5 مليارات دولار في المجمل، ورغم دورها في انطلاق المشروع وتأسيس “مؤسسة غزة الخيرية” بالشراكة مع واشنطن وتل أبيب، نفت بوسطن كونسلتينج جروب لاحقًا تورطها المباشر، مشيرة إلى أن الشركاء الذين قادوا المشروع “ضللوا بشأن طبيعة العمل” وخالفوا التوجيهات الرسمية للشركة، وأكدت في بيان لها: “نرفض هذا المشروع تمامًا، وقد تم طرد الشركاء المتورطين”.

أظهر التحقيق أن المؤسسة التي تدير 4 مراكز توزيع في القطاع لا تخضع للمنظومات الإنسانية التقليدية، بل تعمل تحت إشراف شركات أمن أمريكية خاصة، وبحماية مباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعوى منع تسلل عناصر من حركة حماس إلى مناطق توزيع المساعدات، والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة أعلنت مؤخرًا عن تخصيص 30 مليون دولار لدعم هذه المؤسسة، في وقت لا تزال فيه آلية تمويلها وتفاصيل عملها محاطة بسرية شديدة، رغم تسببها بمقتل مئات المدنيين في محيط مواقعها.