وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن القطاع تحول أمام مرأى العالم إلى “مقبرة للأطفال والجياع”.

مواضيع مشابهة: الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يتعهد بتحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز التعاون الإقليمي
وفي بيان نشره عبر حسابه على منصة “إكس”، دعا لازاريني إلى إنهاء حالة الجمود الدولي في التعامل مع الأزمة المستمرة، مؤكداً أن “وقت التحرك تأخر كثيراً”.
اليونيسف: نشعر بصدمة من مقتل أطفال في مراكز توزيع المساعدات
وفي سياق متصل، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” عن صدمتها الكبيرة جراء مقتل 15 فلسطينياً، بينهم 9 أطفال و4 نساء، أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في دير البلح وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى 30 آخرين، بينهم 19 طفلاً.
واعتبرت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، في بيان رسمي، أن استهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات أمر غير معقول وغير مقبول، مؤكدة أنه لا ينبغي لأي أم أن تواجه مثل هذه المأساة.
وشددت راسل على ضرورة التزام جميع أطراف النزاع بالقانون الدولي الإنساني، داعية إسرائيل إلى ضمان حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات دون عوائق، والمطالبة بإجراء تحقيق شامل ومستقل في هذا الحادث وجميع الانتهاكات المبلغ عنها.
واقع سكاني مأساوي في غزة
وبمناسبة اليوم العالمي للسكان، كشف الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء عن أرقام صادمة حول تداعيات الحرب الإسرائيلية على التركيبة السكانية في غزة، حيث أعلن الجهاز أن عدد الفلسطينيين بلغ 15 مليون نسمة منتصف العام الجاري، يعيش أكثر من نصفهم خارج الأراضي الفلسطينية.
وأوضح البيان أن عدد السكان داخل الأراضي الفلسطينية يُقدّر بنحو 5.5 مليون نسمة، منهم 2.8 مليون من الذكور و2.7 مليون من الإناث، إلى جانب نحو 1.9 مليون فلسطيني يعيشون داخل أراضي 1948.
أما في قطاع غزة، فقد أشار الجهاز إلى تراجع عدد السكان إلى 2,129,724 نسمة، أي بانخفاض نسبته 6% مقارنة بتقديرات منتصف 2024، فيما سجل انخفاض إضافي إلى 2,114,301 نسمة، بانخفاض يبلغ 10% مقارنة بتقديرات منتصف العام الجاري، بفعل الحرب المستمرة والنزوح والهجرة القسرية.
وأكد الجهاز أن هذه الأرقام تعكس كارثة ديموغرافية غير مسبوقة، ناجمة عن تزايد عدد الضحايا والمفقودين، إضافة إلى انخفاض معدلات الولادة وخروج آلاف السكان من القطاع.
تحوّل خطير في الهرم السكاني في قطاع غزة
أشار جهاز الإحصاء إلى أن اليوم العالمي للسكان لعام 2025 يُحيى تحت شعار “8 مليارات نسمة وإمكانات لا متناهية: قضية الحقوق والواجبات”، لكنه لفت إلى أن الواقع في غزة يتناقض مع هذا الشعار تماماً، حيث تتعرض الحقوق الأساسية للانتهاك الممنهج، بما في ذلك الحق في الحياة والتعليم والصحة والكرامة الإنسانية
وحذّر الجهاز من تحولات ديموغرافية خطيرة في غزة، حيث أدى استهداف الجيش الإسرائيلي للفئات العمرية الصغيرة، لا سيما الأطفال والشباب، إلى تغيّر جوهري في التركيب العمري والنوعي للسكان.
اقرأ كمان: سياسي لبناني يتحدث عن الذين صنعوا «الخميني» ودقّهم لنعشه الأخير
وأكد أن فقدان عدد كبير من الرجال والنساء في سن الإنجاب سيسهم في تراجع مستقبلي في معدلات الولادة، ما يهدد بتشويه بنية الهرم السكاني، وخاصة قاعدته التي تمثل أساس أي نمو سكاني طبيعي.
دعوة لتدخل دولي عاجل
واعتبر الجهاز المركزي للإحصاء أن اليوم العالمي للسكان فرصة لتسليط الضوء على الكارثة السكانية في فلسطين، والدعوة إلى تحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات المستمرة، وضمان تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الأساسية، خاصة في قطاع غزة الذي يُعد من أكثر المناطق كثافة سكانية ومن أكثرها تضرراً من الحروب المتراكمة.
تفاوت في الفئة العمرية والبطالة
وفي استعراض للتركيبة السكانية، أكد الجهاز أن 65% من سكان فلسطين هم دون سن الـ30 عاماً، مع تباين بين المناطق؛ حيث تبلغ النسبة 63% في الضفة الغربية، وتصل إلى 68% في غزة.
أما على صعيد البطالة، فقد أظهرت البيانات ارتفاعها إلى نحو 31% في الضفة الغربية خلال عام 2024، مقارنة بـ18% في عام 2023، ما يعكس تصاعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية.