في خطوة تصعيدية تحمل رسائل متعددة، وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي تهديدًا مباشرًا إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن بلاده تمتلك القدرة على ضرب أهداف أمريكية حساسة في الشرق الأوسط “في الوقت والمكان المناسبين”، واعتبر خامنئي أن الهجوم السابق على قاعدة “عين الأسد” في العراق لم يكن نهاية المطاف، بل “صفعة أولى” يمكن تكرارها في ظل ما وصفه بـ”التهديدات المستمرة للمصالح الإيرانية”.

مقال له علاقة: وثائق مسربة تكشف عن مخططات سلام مختلفة بين روسيا وأوكرانيا وهدنة إنسانية قصيرة
ترامب في مرمى رسالة خامنئي
جاءت الرسالة الإيرانية عبر منشور رسمي لحساب خامنئي بالفارسية على منصة “إكس”، وتضمنت صورة كاريكاتيرية لتمثال الحرية الأمريكي تحمل ملامح وجه الرئيس دونالد ترامب، وقد بدا كمن تعرض لقصف مباشر، الصورة حملت عنوانًا بارزًا: “صفعة قاسية وساحقة إلى إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة، والانتقام القاسي قادم”
في تعليق مرافق، تم التلويح بأن الاستهداف الذي تعرضت له قاعدة “عين الأسد” في العراق بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني يمكن أن يتكرر، وليس فقط في العراق، بل في أي دولة تستضيف قواعد أمريكية.
تحذير مبطّن للدول الحليفة لواشنطن
تضمنت الرسالة أيضًا تحذيرًا صريحًا لحلفاء واشنطن في المنطقة، جاء فيه: “حادث قابل للتكرار لكل الدول التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، على العدو أن يعيد النظر في حساباته، فستصبح أجواء المنطقة غير آمنة له”
التصريحات تُعد بمثابة تحذير مباشر للسعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت، وهي الدول التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية رئيسية في الخليج.
من عين الأسد إلى “العديد”؟
رغم أن طهران كانت قد أعلنت مرارًا أن الرد على اغتيال سليماني قد نُفّذ من خلال الهجوم الصاروخي على قاعدة “عين الأسد” في يناير 2020، فإن الرسالة الجديدة تضمنت إشارة مفاجئة إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، حيث قالت التدوينة: “وجهت الجمهورية الإسلامية صفعة قوية لأمريكا بهجوم على قاعدة العديد، وألحقت بها أضرارًا”
ممكن يعجبك: دول تسهل إجلاء رعاياها من إسرائيل في ظل تصاعد التوتر مع إيران
هذه الإشارة أثارت تساؤلات حول توقيت الاستهداف ومصداقيته، في ظل عدم إعلان واشنطن أو الدوحة عن تعرض القاعدة لأي قصف في الفترة الأخيرة.
ترامب ليس وحده المقصود
رغم استخدام رمزية ترامب، تحمل رسالة خامنئي مضمونًا أوسع يتجاوز الشخصيات، وتبدو موجهة إلى إدارة الرئيس جو بايدن أيضًا، خاصة مع استمرار الجمود في المحادثات النووية وزيادة الوجود الأمريكي العسكري في مياه الخليج منذ تصاعد الهجمات الحوثية على الملاحة.
كما تأتي الرسالة في توقيت حساس، حيث تحتدم الانتخابات الأمريكية ويواصل ترامب تقدمه في استطلاعات الجمهوريين، ما قد يفتح الباب أمام عودة التوتر مع طهران إذا ما عاد إلى البيت الأبيض.
هل تنذر الرسالة بمواجهة جديدة؟
اللغة المستخدمة في تدوينة المرشد الأعلى، خاصة عبارة “الانتقام القاسي في الطريق”، تثير احتمال تصعيد ميداني جديد، سواء في العراق أو سوريا أو الخليج، لكن الأهم هو أن طهران أرادت إعادة وضع “الردع الإيراني” على الطاولة، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات استراتيجية، أبرزها التفاهمات السعودية–الأمريكية، والتقارب الإيراني–الروسي–الصيني.
رسالة خامنئي ليست مجرد تصريح إعلامي، بل تمثل جزءًا من استراتيجية ردع متعددة المستويات، تستهدف واشنطن وحلفاءها الإقليميين، وبينما قد تتجنب إيران مواجهة شاملة، فإنها تسعى لفرض قواعد جديدة للاشتباك، تؤكد من خلالها أنها قادرة على المبادرة والرد – في الزمان والمكان اللذين تختارهما.